الإعلام ركيزة أساسية وعامل مهم في توصيل الرسائل على مستوى العالم وعلى مستوى الوطن وعلى مستوى الأفراد، فكيف لو وظفت أدوات الإعلام في رسائل ذكية تصل عن طريق قنوات مختلفة، كالإعلام الرقمي والبودكاست والأفلام الإبداعية العصرية، ماذا لو كان هناك مركز يُعنى بجميع أشكال النشاط الثقافي وقنواته. مركز الإعلام الثقافي، الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة أخيرا، يشكل أحد الأجهزة لدعم القطاع الثقافي المحلي ومن خلال إثراء المحتوى الثقافي بقوالبه المختلفة وإتاحته للمهتمين والمعنيين بالشأن الثقافي السعودي إلى جانب إصدار عدد من المنتجات والمبادرات الإعلامية الداعمة للنشاط الثقافي في المملكة، الأهداف التي أعلنت عنها وزارة الثقافة مهمة وواعدة، لكن الرهان الآن على الوعي المجتمعي لدعم هذه التحولات، فأفراد المجتمع هم محور التحول سواء بتفاعلهم أو حتى دعمهم ونقدهم، التحدي هو في مفاهيم إدارة السمعة وتحسين نظرة المجتمع للمراكز التي تُعنى بمثل هذه التحولات فإدارة السمعة هي استراتيجية اتصالية طويلة المدى لقياس وتقويم سمعة المنظمة وصورتها الذهنية، وكما يقول الزميل ميرزا الخويلدي في مقالته بجريدة الشرق الأوسط بعنوان «الحاجة إلى إعلام ثقافي» «نشهد اليوم طفرة هائلة في النشاط الثقافي والفني السعودي، ليس من المبالغة القول إن هذا عهد الثقافة السعودية بامتياز! لكنّ هذا الحراك الثقافي غير المسبوق بحاجة إلى إعلام فاعل ونشيط وقادر ليس فقط على نقله، ولكن في إيصال رسالته التي قام عليها». نعم المشهد الثقافي بحاجة إلى إعلام وبحاجة إلى مركز متخصص في رصد النشاط الثقافي المدهش والمتشعب في جميع مناطق المملكة. نراهن جميعاً على نجاح المركز الإعلامي في وزارة الثقافة وانعكاسه في المستقبل على حركة النشر والكتاب ونشاط الأفلام والأزياء والطهي والعمران والتراث بما فيه دقة المعلومة في وسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز الحضور الثقافي فيها، بما في ذلك توفير كافة المعلومات الداعمة لمشروع النهوض بالقطاع الثقافي في المملكة وعلى ضوء الأهداف الرئيسية التي حددتها رؤية المملكة 2030.