مشروع المدينة الإعلامية الذي أعلن عنه وتم التوقيع على إثره اتفاقيات مهمة تتعلق بالثقافة والإعلام والتقنية، سينعكس بشكل مباشر على الصناعة الإبداعية المستقبلية، كالنشر والبودكاست والأفلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، والإعلان الرقمي، والتعليم الرقمي، والواقع المعزز، وتطوير المحتوى، والتصوير والتصميم والأزياء والصّحف والمجلات والإذاعات والمحطات التلفزيونية، وغيرها. هذا المشروع الضخم سيمثل نهضة مرئية تقنية كبيرة إذا ما أصبح حقيقة على أرض الواقع، وأعتقد أن هذا النوع الحديث من المشاريع سيقصي - شئنا أم أبينا- الطريق الإعلامي التقليدي الذي للأسف لم يحقق ما نطمح إليه. وحول الصورة الذهنية للمملكة العربية السعودية أشار الدكتور صالح الخثلان في ورشة عمل ضمن برنامج التواصل الحضاري للقيادات الشابة إلى أهمية الإعلام ودوره الكبير في تعزيز الانطباع الأول للسعودية، ومثال على ذلك الأجانب الذين يقيمون بيننا والذين كانوا يستقون ما يريدون معرفته عن المملكة من القناة الثانية كمثال، والقناة الثانية هي قناة سعودية حكومية، انطلقت في عام 1983، وكانت القناة موجهة إلى المقيمين داخل المملكة الناطقين باللغة الإنجليزية وتم تعليق بث القناة في عام 2017. لماذا تم تعليق بث القناة؟ لماذا لم نرَ إستراتيجية مدروسة قوية تحوّل القناة لشاشة تملك عملاً ضخماً وقوياً عن المملكة موجهاً للمقيمين والغرب في الخارج، التساؤل الذي يدور دوماً: ماذا ينقصنا؟ الإعلام مساهم كبير في توصيل الرسائل على مستوى العالم وعلى مستوى الوطن وعلى مستوى الأفراد. نعم، الإعلام يشكّل سلطة رابعة، يقول المفكر الإيرلندي إدموند بيرك إن الأحزاب الثلاثة أو الطبقات التي تحكم البلاد، رجال الدين والنبلاء والعوام، مشيراً إلى أن الإعلام يشكل الحزب الرابع «السلطة الرابعة» الأكثر تأثيراً من كافة الأحزاب الأخرى. فكيف لو وظفت أدوات هذه السلطة للعمل على رسائل ذكية تصل عن طريق الإعلام الرقمي والبودكاست والأفلام بطريقة إبداعية عصرية ذات محتوى عميق وبأسلوب بسيط. متفائلون بهذا المشروع، ونراهن على نجاح المدينة الإعلامية.