صحيح أن الأمم تتبارى على تطعيم شعوبها باللقاحات المتوافرة ضد فايروس كورونا الجديد. لكن الفايروس يتصرف وكأن ما يُحاك ضده لا يعنيه! ففيما ارتفع عدد من تم تلقيحهم حول العالم حتى نهار الإثنين 447 مليون نسمة، في 133 بلداً؛ ارتفع عدد الإصابات حول العالم إلى 124 مليوناً صباح الثلاثاء. وأضحت سمة تصرفات الفايروس خلال هذا الأسبوع تفشياً متسارعاً، ووفيات متزايدة. فقد قفز عدد وفيات العالم أمس إلى 2.72 مليون وفاة. وارتفع عدد الحالات الجديدة أمس الأول إلى 498.140 إصابة، استأثرت البرازيل وحدها ب79.069 إصابة منها. ولا تقتصر المعاناة على البرازيل وحدها. فقد أعلنت الهند -الثالثة عالمياً من حيثُ كثرة الإصابات- أنها سجلت 43.846 حالة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية، وهو الأعلى منذ أربعة أشهر. ووقع أكثر من نصف عدد تلك الحالات الجديدة في ولاية مهاراشترا، وقالت سلطات الولاية إنها قررت إغلاق بعض مناطقها حتى نهاية مارس الجاري. كما ستجري فحوصاً عشوائية إجبارية في الأماكن المزدحمة بالسكان. وذكرت وزارة الصحة الهندية أن سبع ولايات أخرى سجلت ارتفاعاً في الإصابات الجديدة. ومع أن الهند أعلنت أنها تخطط لتحصين 300 مليون من مواطنيها بحلول أغسطس 2021؛ إلا أنها لم تطعّم حتى الآن سوى 44 مليوناً، منهم 7.4 مليون نسمة حصلوا على جرعة واحدة فقط. وبعيداً عن الهند، في تشيلي بأمريكا اللاتينية أعلنت السلطات أنها سجلت (السبت) أعلى عدد من الإصابات الجديدة منذ اندلاع الجائحة، ويبلغ 7084 إصابة جديدة، وذلك على رغم فرض الإغلاق في بقاع عدة، وإحراز تقدم ملموس في حملة تحصين السكان. وذكرت الحكومة التشيلية أمس أن فايروس كوفيد-19 أضحى أكبر سبب للوفاة في البلاد، إذ تسبب بنحو 26% من الوفيات منذ بداية 2021. وأعلن وزير الصحة التشيلي إنريكي باريس أمس أن بلاده طعمت أكثر من 29% من سكانها، تلقى 15% منهم جرعتي اللقاح. وطالب مواطنيه بالالتزام بالتدابير الوقائية، لأن تحقيق مناعة القطيع- أي تطعيم 80% من السكان- قد لا يتحقق قبيل حلول نهاية يونيو القادم. وزاد أن نسبة إشغال أسرّة المشافي تبلغ حالياً 94%، معظمهم ممن لم يبلغوا ال60 عاماً من أعمارهم، إذ إن المسنين تم تطعيم غالبيتهم. وفي بولندا؛ أعلنت الحكومة في وارسو أنها سجلت أكثر من 25 ألف إصابة جديدة السبت، مقارنة بأقل من 15 ألفاً مطلع مارس الجاري. وعزت الزيادة إلى تفشي السلالة المتحورة البريطانية من فايروس كوفيد-19. وكانت بولندا قررت السبت إعادة إغلاق الفنادق، ومجمعات التسوق، والمسارح، والمراكز الرياضية. ومع أن بولندا قررت تجاهل قرار عدد من الدول الأوروبية تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا الإنجليزي؛ إلا أن عدداً كبيراً من مواطنيها تخلفوا عن مواعيد تطعيمهم به. وعزت الحكومة تلك الظاهرة إلى «الفزع» الذي أثارته قرارات الدول الأوروبية المشار إليها. وفي أوروبا أيضاً سجلت فرنسا عدداً كبيراً من الحالات الجديدة، على رغم الإغلاق المفروض على العاصمة والمحافظات المحيطة بها. فقد بلغ عددها السبت 30.581 إصابة، و138 وفاة مساء الأحد. ويتزايد في الوقت نفسه عدد المنومين في المشافي. كما أن آيرلندا تشهد ارتفاعاً في عدد الإصابات؛ إذ بلغ عددها خلال الساعات ال24 الماضية 769 إصابة جديدة. وسجلت الولاياتالمتحدة أمس الأول أكثر من 55 ألف إصابة جديدة، في نهاية أسبوع شهد تجاوز عدد الحالات الجديدة 60 ألفاً للمرة الأولى منذ مطلع الشهر الجاري. وشهدت الفلبين أيضاً زيادة في التفشي الوبائي، متجاوزة إندونيسيا للمرة الأولى منذ سبتمبر 2020. وقررت حكومة مانيلا فرض قيود على تحركات السكان في العاصمة ومحيطها لمدة أسبوعين.