القلوبُ المدرّعةُ بالصخرِ والفضّة قلبي منها أقفلتُ الحنايا بالحُيُودِ وصهرتُ عليها القلائد. أعبرُ اليومَ الكبيرَ من خاصرتِهِ وأدفنُ هُمومَ الصَحْبِ في حديقة البيت وحينَ يأتي المنامُ على الناس أنامُ آخرهُم لا أخلعُ درعي غيرَ أنّ شيخَ الصحراءِ يأتي دومًا فيراودُ أحلامي كسبعٍ نحيل. شيخٌ كلما دعوتُهُ ليأكلَ من ذبيحتي عَافَها ونظرَ إلى سمائِهِ القائظة ثم قام يضربُ ظلّي في المنام يحطّمه بتوالٍ ووحشيّة كما لو كان من هراقيل الجيوش الغاشمة وقبل أنْ أقومَ لهُ ينهض النومُ من فوقي ومن بلادي أستفيقُ دونما فزعٍ، إلاّ أنني مَحمُوم لا أغضبُ على فواتِ تقريعِ الشيخ ولا أندمُ على هيبتي لكنّي كُلما صحوتُ طرأتْ على بالي فتاةٌ نحيلة تعرفُ الصحراء، وتعيشُ في قلبِ المدينة تدري بطرقٍ سريّة صوبَ الأغنياتِ الحزينة وفي يوم غضبها تقول عن نفسها كلامًا شائنًا ثم ترسلُ كائناتٍ خفيّة لتخلع درعي في المنام يزورُني بعدَها كهلٌ عنيف يُهينني بتركِ ضيافتي ويضرب قامتي في الرّمال. وكلّ يوم قبلَ أنْ ينتهي بالي من تذكّر النحيلة بعد إعداد القهوة أثناء صبّها في حَدقةِ الخزفِ الواسعة أحدّقُ في السواد كما لو كنتُ الحي الأخير في معركة الجيوش الغاشمة أحدّق في تاريخ البُن والأشياء لا أشتكي من وهنٍ، وأتمتم: ظلّي يوجعني.