توقيع مذكّرة تفاهم بين السعودية وتونس لتشجيع الاستثمار المباشر    أخضر الشاطئية يكسب الصين    74 تشكيليا يؤصلون تراث وحضارة النخلة    العضوية الذهبية لاتحاد القدم    سباليتي يثني على الروح الجماعية لمنتخب إيطاليا    ضبط يمني في الدمام سكب الأسيد على آخر وطعنه حتى الموت    المملكة تتسلم رسمياً استضافة منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات 2026 في الرياض    تكريم الفائزين بمسابقة حرف    الزفير يكشف سرطان الرئة    تطوير الطباعة ثلاثية الأبعاد لعلاج القلب    ضبط شخصين في الشرقية لترويجهما الحشيش و(18,104) أقراص خاضعة لتنظيم التداول الطبي    اليابان تعد بحزمة مساعدات إضافية لأوكرانيا    مسلح بسكين يحتجز عمالاً داخل مطعم في باريس    الربيعة يتسلم جائزة القيادة العالمية    قوافل إغاثية سعودية جديدة تصل غزة    التزام دولي بإعلان جدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات    نصف مليون طالب وطالبة في 2455 مدرسة يحتفون باليوم العالمي للتسامح بتعليم مكة    المملكة تستضيف الاجتماع ال 39 لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    الأحساء وجهة سياحية ب5 مواقع مميزة    حسن آل الشيخ يعطّر «قيصرية الكتاب» بإنجازاته الوطنيّة    خطأ في قائمة بولندا يحرم شفيدرسكي من المشاركة أمام البرتغال بدوري الأمم    «هلال نجران» ينفذ فرضية الإصابات الخطيرة    إعصار قوي جديد يضرب الفلبين هو السادس في خلال شهر    برامج تثقيفية وتوعوية بمناسبة اليوم العالمي للسكري    إعلان أسماء 60 مشاركاً من 18 دولة في احتفال "نور الرياض 2024"    الليث يتزعم بطولتي جازان    الهدى يسيطر على بطولة المبارزة    المواصفات السعودية تنظم غدا المؤتمر الوطني التاسع للجودة    تطبيق الدوام الشتوي للمدارس في المناطق بدءا من الغد    بيان سعودي فرنسي عن الاجتماع الثاني بشأن العُلا    الأربعاء المقبل.. أدبي جازان يدشن المرحلة الأولى من أمسيات الشتاء    التواصل الحضاري ينظم ملتقى التسامح السنوي "    وزير التجارة: منع الاستخدام التجاري لرموز وشعارات الدول والرموز والشعارات الدينية والطائفية    «الداخلية»: ضبط 20124 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    المربع الجديد استعرض مستقبل التطوير العمراني في معرض سيتي سكيب العالمي 2024    «سلمان للإغاثة» يوزّع 175 ألف ربطة خبز في شمال لبنان خلال أسبوع    مصرع 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق بمستشفى في الهند    استمرار تشكل السحب الممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    وظائف للأذكياء فقط في إدارة ترمب !    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    زيلينسكي يقول إن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب    اختتام مزاد نادي الصقور السعودي 2024 بمبيعات قاربت 6 ملايين ريال    "الشؤون الإسلامية" تختتم مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في غانا    لجنة وزارية سعودية - فرنسية تناقش منجزات العلا    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    "سدايا" تنشر ورقتين علميتين في المؤتمر العالمي (emnlp)    نجاح قياس الأوزان لجميع الملاكمين واكتمال الاستعدادات النهائية لانطلاق نزال "Latino Night" ..    الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    قادة الصحة العالمية يجتمعون في المملكة لضمان بقاء "الكنز الثمين" للمضادات الحيوية للأجيال القادمة    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد آل الشيخ: الصحويون كرروا فتنة الخوارج
نشر في عكاظ يوم 26 - 02 - 2021


تجنيد الشباب الإلزامي يدعم المسيرة التنموية للوطن
تكسُّب زعماء فلسطين نقل القضية «من جرف لدحديرة»
المؤسسات الصحفية في الغرب تحظى بدعم سخي
صداماتي مع المتطرفين بدأت منذ مقالاتي الأولى
القصيبي والحمد يمثلان أيقونة التنوير في السعودية
لا أرغب في إذكاء خلافي مع الغذامي
تجربتي العابرة في الشعر لم تنجح
تاريخ المملكة يحتاج إلى سيناريست مبدع ومخرج «هوليوودي» محترف
«الخلايا الجذعية» أنقذت حياتي
الشعر الشعبي ديوان السعوديين
إعلام الإخونج يستند على أسلوب وزير الدعاية في عهد هتلر
رجل الدين المسلح سيقود إيران إلى السقوط والتلاشي
القرضاوي حاطب ليل ويتلون كالحرباء
ادعاءات الزنداني و«الإخوان» «خراط فاضي»
نعم أعتذر للرئيس العراقي الراحل صدام حسين
خاض حروباً ومعارك لم تنتهِ بعد، لم يحمل بيده إلا القلم وفولاذاً يحمله في رأسه، حارب الصحوة والتطرّف والفكر الإخونجي، انتصر وربما خسر، المُنفعل دائماً الذي عندما قرر أن يخشع بين القوافي الشعريّة، كُتب عليه الفشل كما قال عن تلك التجربة، إنه الكاتب السعودي المثير للجدل محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، اعتقدنا أنه سيسلّم سلاحه الحبري في هذا الحوار ويهدأ، لكنه كعادته سلَّ قلمه وقال «الحبر حبري والعُكاظ عُكاظِي».. وإلى نص الحوار.
• ألا زلت ترى أن تجنيد الشباب «أمنية» تتمنى تحقيقها، كما ذكرت في إحدى مقالاتك المنشورة 2013؟
•• نعم وأقولها بكل قوة الآن. وهنا يجب أن أوضح يا سيدتي أن التجنيد الإلزامي، لا يعني الدفاع بالسلاح عن حدود الوطن والذب عن حياضه فقط، وإنما في تدريب الشباب والشابات وتنشئتهم على الانضباط وتكريس ثقافة حب الوطن والاهتمام بالوقت في كل ما هو بناء، وتعويدهم على هذه القيم فترة من الزمن؛ ضيفي إلى ذلك تدريبهم على إتقان بعض المهن الخدمية التي يحتاج إليها الإنسان في حياته، والاستفادة من برامج بعض الدول في هذا المضمار، مثل كوريا الجنوبية، التي كان للتجنيد الإلزامي أثر جوهري ومهم في مسيرتها التنموية.
• إلى ماذا انتهت القضية التي رفعتها قناة وصال ضدك عام 2014 حين وصفتها «بالداعشية».. وما تفاصيل قصتها؟
•• هددوا حينها أنهم سيرفعون دعوى، لكنهم لسبب أجهله لم يفعلوا..
• ما قصة المقال الذي دعا رجل الدين لمهاجمة مبنى جريدة الجزيرة؟
•• مقال نقدت فيه عبدالمجيد الزنداني وادعاءه حينها أنه اكتشف علاجاً للإيدز، وكعادة جماعة الإخوان اتضح أن ادعاءه ببساطة (خراط فاضي).
• ما رأيك في تكسُّب بعض القيادات الفلسطينية من القضية؟
•• تكسُّب زعماء فلسطين بقضيتهم كان في رأيي السبب الأول الذي جعل القضية الفلسطينية منذ أن ظهرت على الساحة وهي تنتقل من فشل إلى فشل، أو بلغتنا العامية (من جرف لدحديرة)؛ وفي تقديري بهذه المناسبة، وسبق أن كتبت عن ذلك، أن أخطر ما يهدد وجود إسرائيل هي (أرحام نساء الفلسطينيين)، فهي القوة الحقيقية التي لا يمكن أن يواجهها الإسرائيليون، ولو صبروا وانتظروا حتى يتفوق تعداد عرب إسرائيل في الداخل على يهود إسرائيل لانتصروا، وتولوا زعامة دولة متحضرة ومتفوقة علمياً وقوية، وتتفوق في كل شيء على بقية الدول العربية المجاورة.
• ألا تظن أن إجبار المحلات على الإغلاق وقت الصلاة إكراه في الدين؟
•• من يقرأ تاريخ المجتمعات الإسلامية منذ البعثة وحتى الآن لن يجد لإغلاق حوانيت البيع والشراء بعد الأذان أي شاهد أو دليل، اللهم فقط صلاة الجمعة، ما يعني أن صلاة الجمعة تتميز عن بقية الصلوات بتوقف البيع والشراء تماهياً مع قوله جل شأنه (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ). حتى أن بعض الفقهاء اعتبر أن إجراء البيوع وقت صلاة الجمعة يؤدي إلى فساد عقد البيع وبطلانه. كما أن الله سبحانه وتعالى جعل ما بين أوقات صلوات اليوم الواحد أكثر من ساعة على الأقل ليتمكن المسلم من أداء الصلاة ولا تتعطل مصالحه.
• من الذي اتهمك بالماسونيّة؟ وما رأيك بها؟
•• الاتهام بالماسونية مع كل من خالف الصحويين تهمة سمعتها كثيراً، والماسونية بالشكل الذي يصوره المتأسلمون (خرافة) وهي أقرب ما تكون لخرافة (حمار القايلة) التي يخوفون بها الأطفال كيلا يُصابوا بضربة شمس.
• قلت في إحدى مقالاتك: كل ما أريد أن أقوله هنا إن إيران في حقيقتها (دولة دينية)، لها أجندة أسسها ورسم معالمها مؤسسها الخميني...إلخ، كيف ترى إيران في ظل استمرار ممارساتها وسلوكياتها الإجرامية؟
•• إيران أرادها الملالي منذ الخميني وحتى الآن (دولة كهنوتية)، حيث يتربع على عرش الزعامة فيها رجل دين، وهذا ما جعلها في الحقيقة دولة دينية صرفة، لا يشاركها في الشكل والمضمون إلا (دولة الفاتيكان فقط)، لكن الفرق بينها وبين الفاتيكان أن رجل الدين في الفاتيكان لا يملك جيشاً وصواريخ باليستية، بينما أن رجل الدين في إيران مسلح، الأمر الذي جعلها في شكلها ومضامينها كأنها دولة أتت من القرون الوسطى لتستقر في نهايات القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين. وأنا على ثقة تامة أن مصيرها الحتمي السقوط والتلاشي، فالمسألة مسألة زمن لا أكثر.
• كيف تقول إن الصحوة مُشتقة من ولاية الفقيه وقد استقوها من النموذج الإيراني، ما دلالات هذا القول؟
•• ما يسمى بالصحوة لم نعرفها، بل ولم نعرف الإسلام السياسي برمته إلا بعد ثورة الخميني، ولم يعرفها أهل السنة والجماعة في تاريخهم قط، اللهم إلا في فترة الخوارج الذين قاموا (بتثوير) الإسلام زمن الفتنة، وقد وجد فيها بعض البسطاء السطحيين أن بالإمكان الاقتداء بها، وتكرار هذه التجربة الثورية بعد (تسنينها) شكلاً، ولأن المملكة دولة تعتمد الشريعة في أحكامها القضائية، وهويتها هوية إسلامية من تأسيسها منذ الدولة السعودية الأولى وكذلك الثانية، وأخيراً الثالثة، فقد عملوا بانتهازية طوال عقد الثمانينات والعقدين اللذين تلاه على عزل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب عن الدولة السعودية، وسموا أنفسهم في البداية (الوهابيون الجدد)، غير أن فصل الدعوة عن الدولة فشل طوال عهد الملك فهد وعهد الملك عبدالله، ولما جاء الملك سلمان وسمو الأمير محمد بن سلمان قضيا عليها قضاء تاماً، وبقيت الدعوة والدولة وجهين لعملة واحدة كما انطلقت منذ بداياتها في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي.
• أحدهم انتقد مقالة «العاصوف والصحويون»، بفيديو لمدة ربع ساعة بنبرة «ساخرة» ويقول لك «نحن لسنا سُذَّج»، كيف ترد؟ وهل أنت تؤكد اليوم أن العاصوف يعرض الواقع السعودي في تلك الحقبة؟
•• العاصوف عمل فني درامي وليس فيلماً وثائقياً، وإذا رصدناه من هذا البعد فإنني أكاد أن أشم رائحة الرياض عند هطول المطر آنذاك، يوم كانت أغلب طرق وشوارع الرياض ترابية، وأتمنى من كل قلبي أن نرى أفلاماً درامية ليس فقط عن الصحوة، وإنما عن كل فترات تاريخ المملكة، التي تمتلئ بمواقف تاريخية لو تولاها سيناريست مبدع، ومخرج محترف، هوليوودي مثلاً، لخلق أفلاماً ربما تحصل على جائزة الأوسكار. وأنا في الستينات من عمري، وكنت معاصراً لجهيمان، وما جاء في ذلك المسلسل يحاكي الواقع ولكن محاكاة درامية.
• لو تم تصوير فلم سينمائي عن «الصحوة»، فمن هم أبطاله؟
•• لنكن موضوعيين، نحن في السابق – للأسف - حاربنا الدراما، بل وكل الفنون، فلم نصنع ممثلين قادرين على تجسيد شخوص من عاشوا تلك الفترة كما ينبغي، وكما يرقى إلى طموحاتنا الفنية، اللهم إلا قلة لا يتجاوزون ربما عدد أصابع اليد الواحدة، لكنني أجزم أننا لو أقمنا معاهد تعليمية متخصصة للتمثيل لحصلنا على ما نطمح إليه؛ خذ مثلاً تجربة الشقيقة (الكويت) فقد كان لمدرسة (زكي طليمات) أكبر الأثر في إثراء التجربة الدرامية هناك، ولو أننا حاكينا تلك التجربة الناجحة لحصلنا على قدرات توازي وربما تتفوق على التجربة الكويتية.
• هل تذكر متى بدأت صداماتك مع المتطرفين؟ وهل انتهت المعركة؟
•• منذ أن بدأت أكتب زاويتي في جريدة الجزيرة، أي منذ ما يقارب العشرين سنة، وكنت على يقين منذ البداية أن لا بد لهذا الظلام من نهاية، الصحوة وظاهرة الإسلام السياسي ظاهرة طارئة، تستوحي فكرها وممارساتها من تجربة إيران ومن ثقافة (فرقة الخوارج)، ومثلما انتهت تلك الفرقة، فستنتهي تجربة الصحوة، وهي الآن في النزع الأخير والنهائي من عمرها، وسوف تضمحل في أضيق نطاق، لكنها مثل بقية الظواهر الإنسانية التي عرفها تاريخ البشر لن تنتهي تماماً.
• هل تتعرض سورية والعراق ولبنان للوأد اليوم بسبب التدخلات والهيمنة الإيرانية؟
•• لا أعتقد، لأنها، وبالذات بلاد الشام، هي بلاد أهل السنة، ومنبع ثقافتهم منذ أن نقل الصحابي الفذ والسياسي الداهية معاوية بن أبي سفيان عاصمة الإسلام والعروبة إلى هناك. نعم ربما تضعف أو تمرض، لكن بذور وجذور أهل السنة ضاربة في أعماق أعماق بلاد الشام، وأرضها متشبعة بهم، وبفقههم وأدبياتهم، ولا بد لهذه البذور والجذور أن تُثمر من جديد طال الزمان أو قصر؛ فمن الشام والعراق انطلقت ملحمة الفتوحات الإسلامية وجرى نشر العروبة وتجذيرها، لتصل إلى الأندلس غرباً وإلى الصين شرقاً، ولن تستطيع إيران (تشييع) بلاد الشام مهما بذلت من الأموال، ومهما جندت من المليشيات، فكل من غزوا هذه الأصقاع من بلاد بني يعرب فشلوا، وانتهت غزواتهم من صفحات الجغرافيا إلى صفحات التاريخ، وهذا ما سوف تنتهي إليه أيضاً جهود الفرس في نهاية المطاف.
• كيف استغل يوسف القرضاوي الدين لمصلحة «جماعة الإخوان»؟
•• يوسف القرضاوي حرباء متلونة، وفاشي التوجهات، وأنا قرأت بعض كتبه، وسمعت بعض خطبه ولقاءاته، فلم أجد في مضامين ما يكتب أو يقول تميزاً، فهو كحاطب الليل الذي يأخذ من هنا وهناك ومن هذه الفرقة الإسلامية وتلك، طالما أن ما يطرحه ويستشهد به يواكب مصلحة جماعة الإخوان، فهذا الرجل لا يكتب عن ما يراه أقرب إلى الحقيقة بأمانة، وإنما يطرح ما عساه يلبي أهداف فرقته، ومثال ذلك فتواه الشهيرة في جواز قتل النفس شريطة أن توافق الجماعة على انتحار أحد أفرادها، هذا الرأي أو الفتوى سرقها بحذافيرها من (فرقة الحشاشين) الباطنية في أواخر القرن الخامس الهجري التي نشأت في بلاد الفرس. وفي تقديري أن (العمليات الانتحارية) هي أيقونة الإرهاب، وهو أول من استدعاها من كتاب الملل والنحل، ثم سنّها في العصر الحديث. والسؤال الذي دائماً ما أطرحه ولا أجد له من إجابة، وهو سؤال يثير كثيراً من علامات الاستفهام هو لماذا الغربيون يُغضّون الطرف عن (تجريم) هذا الأفاك الذي لا يقل إجراماً وإرهاباً وخطورة عن بن لادن والظواهري؟
• على ماذا يستند الإعلام الإخونجي اليوم، وما الوسائل التي يمرر أفكاره من خلالها؟
•• على أسلوب ومنهج جوزيف جوبلز وزير الدعاية في عهد هتلر، وفحواه ركز على الجانب الذي تريد إبرازه، وهمش الجوانب الأخرى، وكرر ما تقول وكرسه حتى يكون انطباعاً لدى المتلقي يستدعيه كلما أراد أن يتحدث عن هذا الموضوع. ولو تابعت قناتهم الأهم (الجزيرة) لوجدتهم يجسدون هذه النظرية تماماً.
• ألف سلامات عليك - عبّرت عن انزعاجك من مرض السُكري ومدى علاقته بكل ما يمر جسدك من أوجاع، كيف هي صحتك؟ وما يشبه داء السكري من عواصم العالم؟
•• تجربتي مع السكري بالخلايا الجذعية اعتبره بالنسبة لي (معجزة)، فقد جعلني أستغني تماماً عن الإنسولين، وكان السكري قبل الخلايا الجذعية يسعى بي إلى النهاية، لولا لطف الله جل وعلا ثم علاجي بالخلايا الجذعية. ومنذ ما يزيد على السنوات الأربع ومعدلات السكر في الدم مقبولة، إذ لا يزيد السكر التراكمي عندي عن 6 والحمد لله، وكان قبلها يتجاوز 12.
أما الدولة التي تشبه داء السكري فهي للأسف إحدى الدول في محيطنا القريب.
• تكلمت في عدد من التغريدات والمقالات عن الإساءة للإسلام، فمن يسيء للإسلام بنظرك؟
•• الإسلام دين أولاً لقوله جل شأنه (وجعلت لكم الإسلام دينا) ولم يقل وجعلت لكم الإسلام سياسة أو نظام حكم. هذا أولاً، أما ثانياً فخذ مثلاً أركان الإسلام الخمسة تجد أنها تشمل فقط القضايا العقدية والعبادات الرئيسية الصلاة والزكاة والصيام والحج، وعندما سٌئل الرسول صلى الله عليه وسلم: هل ثمة زيادة، أجاب: إلا أن تتطوع، أي تتبرع. معنى ذلك أن لب الإسلام هذه الأركان، التي لم تشمل أي أمر (بالحاكمية)، التي اعتبرها المتأسلمون فيما بعد فيصلاً بين الكفر الإسلام.
• كيف يعبّر قلمك عن غضبه؟
•• من مشاكلي التي حاولت أن أتخلص منها وفشلت أنني رجل غضوب، وسريع الانفعال، ولعل هذا هو الشيء الذي جعلني أنأى بنفسي عن المناظرات والحوارات الفكرية في التلفزيون، لأن استفزازي غاية في السهولة. وأنا عندما أغضب لا أضع الكلم في مواضعه كما ينبغي للأديب الأريب.
• العابر، شاعر خيال جريء أم شاعر حقيقة مُخجلة؟
•• تجربة لم تنجح، وأعترف أنها تجربة تحمل قدراً كبيراً من البساطة والسذاجة أيضاً، ففي الكتابة وجدت نفسي وليس في الشعر.
• كيف تصف تجربتك في مجلة قطوف؟
•• أنا أعتبر الشعر العامي أو الشعبي أو النبطي هو (ديوان السعوديين) مثلما كانت الفصحى (ديوان العرب). والشعر الجاهلي هو في حقيقته شعر عامي إذ يقولونه باللغة المحكية. وقد حاولت في تلك الفترة من حياتي أن أعتني بهذا الشعر، وأثري الاهتمام به، إلا أنني لم أستطع، ولظروفٍ أوقفت تجربة قطوف مجبراً.
• ما مدى تأثير الصحوة على الجيلين السابق والحالي؟
•• دعينا نقول الأجيال الثلاثة؛ لنكون أكثر دقة. بالنسبة لجيلي والجيل الذي يكبرني سنّا فقد كان تأثيرها محدوداً، اللهم إلا الذين حاولوا أن يمتطوها لغايات شخصية أو ربما سياسية. جيل الوسط الذين أعمارهم من الأربعين إلى الستين فقد كان تأثيرها قويا ومؤثرا إلى درجة الغلو في أحايين كثيرة. أما جيل ما دون الثلاثين فقد تخلصوا منها، ومن تأثيراتها، وأصبحت لديهم مجالاً للسخرية والتندر.
• كيف أثرت التهديدات المتطرفة على حياتك؟ وماذا تحمل في ذاكرتك منها؟
•• لن أدعي البطولة وأقول إنها أثرت، فأنا في منزلي وبين أبنائي، ونحن منسجمون، وقد عودتهم على أن يكونوا كما تمليه عليهم قناعاتهم، دون أن يكون لي وصاية عليهم، خصوصاً بعد أن بلغوا مبلغ الرجال، وصار بإمكانهم أن يميزوا الصالح من الطالح. ومن كان في أسرته الصغيرة يعيش بانسجام، ويحترم كل فرد منها اختيارات الآخر، عندها يكون محصناً من إساءات وتأثيرات الآخرين.
• بعد سنوات طويلة من الغوص في محبرة الأفكار، من هو محمد بن عبداللطيف آل الشيخ؟
•• أعتقد، وأقولها بمنتهى الفخر، أنني ساهمت مساهمة المقل قدر الإمكان في خدمة الوطن، وما قدمته من كتابات يكفي أن أفتخر به، وأتمنى أن أدوّنه ليطلع عليه أحفادي من بعدي.
• هل ما زال الخلاف مستمراً بينك وبين الدكتور عبدالله الغذامي؟ وما سببه؟
•• لا أرغب في إذكاء هذا الخلاف.
• ما الذي يجعل التنويري السعودي في الغالب لا يُشمل مناشداته الحقوقيّة على نساء بيته؟
•• رجل يعتبر التنوير للتصدير وليس للاستعمال هو منافق؛ لأنه يقول ما لا يفعل وهذا من صفات المنافقين.
• ألا تعتقد أن على الروائي المعروف تركي الحمد التوقف عن مواقع التواصل والانصراف للتأليف والرواية؟
•• بل العكس من ذلك، تركي وقبله غازي القصيبي رحمه الله هما أيقونة التنوير في هذه البلاد، فهما أول من تصدى للمتأسلمين بالقلم، ولو توقف تركي لفقدنا تنويرياً مهماً في ساحةٍ هي من أهم ساحات التأثير الثقافي، ساحات التواصل الاجتماعي. لكن يجب ملاحظة أن تركي الروائي يختلف من حيث اللغة والمضامين عمن يغرد في تويتر فتركي هنا له أهداف، وتركي هناك له أهداف مختلفة، فيجب قراءة تركي حسب الحقل المعرفي الذي يكتب فيه.
• ألا تعتقد أن دعم المؤسسات الصحفية ضرورة لاستمرار إنجاب الصحفيين المحترفين لا الهواة؟
•• نعم، وندعمها لنساعدها على الانتقال إلى الصحافة الرقمية وليس لتبقى كما هي الآن صحافة ورقية. ولعل من أهم مؤشرات ضعفنا الإعلامي -الذي يتفق عليه الجميع- إهمال المؤسسات الصحفية، التي حتى في الغرب ما زالت تحظى بدعم سخي، ففي فرنسا مثلا فرضوا على (قوقل) وكذلك (فيسبوك) تعويض الصحف الورقية عن المواد التي يستقيانها منها، فلماذا لا نطلب منهما المثل، وننقذ مؤسساتنا الصحفية من الانهيار؟
• لِمن تعتذر عبر هذا الحوار؟
•• لرئيس العراق السابق صدام حسين رغم طوامه، إلا أن طوامه كانت أقل بكثير من كارثة فقدان عراق العروبة الذي سرقه بوش الصغير، ثم أهداه أوباما على طبق من ذهب لعدونا الفارسي البغيض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.