إن لم تقابلي الرجل المحظوظ لا تتعلقي يا عزيزتي، الجميع هنا لديه شريك ما بشكلٍ أو بآخر، وليس الجميع مع الرجل المحظوظ.. تجاوزي الحديث المسموع والأفعال الواعية، وغوصي في تنهيدة منه على حين غرة، إن لم تكن معانيها كلها تؤدي إلى أنه محظوظ جداً، يسبح في ثناياه حمداً على قدرٍ كُتب فيه أن يلتقيك، فلست مع الرجل المحظوظ. محظوظٌ أنت يا عزيزي لأنني عميقة جداً في مشاعري وحبي، أشبه بتعويذة أُلقيها من أعماق روحي على خطاك في كل مرة تأتي وتذهب من بابي، أرجو منها أن تحفظك بسلامٍ حتى عودتك التالية. أحفظُ عهدك بصرامة، وكنت واضحة جدّاً في اختيارك، امتلأت بك وهذا سببٌ وجيه لكونك الرجل المحظوظ، وعندما أصبح لحلمي جناحان علمتُ حينها كم أنت محظوظ، فلا أذكر قبلك أنني تشاركت شيئاً يخصني مع أحد. أما شرح ما فات: قد لا أمتلك الخبرة الكافية التي تجعلني أعي قدسية العلاقات واختيار الشريك الأمثل، وقد يقول بعضكم: شابة من جيل التسعينات ماذا يمكنها أن تكون قد عاصرت وعايشت حتى تشرح وتتفصح.! ليس لدي أيُّ مراجع أو استناد إلى تجارب سابقة، إنما منطقية العقل وبصيرة الفؤاد تجعلني أعي وأؤمن بأن العلاقة السوِّية الناجحة تقوم على أسسٍ رصينة تبدأ من العطاء السامي دون مصالح منتظرة، تبدأ من الوفاء بالعهد والاكتفاء الجميل، المشاركة غير المشروطة وحفظ العيب ودعاء الغيب، الحكمة ساعة الغضب واللين وقت الرضا، الحسنى في الخصومة وذلك أمر عظيم وجَلَل، حتى أنت لست بحاجة إلى خبرة يا عزيزي؛ لتعلم وتعرف ما هي مقومات بناء علاقة أسرية مجتمعية ناجحة، استفتِ عقلك وبصيرتك. لذلك عثورك على شريك يجمع هذه المقومات هو مسؤولية تتحملها تجاه مجتمعك أولاً وأسرتك ثانياً وأبنائك مستقبلاً، ليس هناك أهم من نجاحك في تحمل المسؤولية، وحتى آخر لحظة لديك دائماً فرصة في الرجوع إذا شعرت بحيادكَ عن مسؤوليتك، وأن تغاضيك المستمر خطأ جسيم إياك والوقوع فيه.