ساهمت المشاريع العقارية ومشاريع البنى التحتية في مكةالمكرمة في مواكبة رؤية 2030، إذ سجلت المشاريع المقرر إنشاؤها في مدينة مكة خطوات تقدمٍ ثابتة ومميزة على مختلف الأصعدة. وظهر ذلك واضحاً وجلياً على أعداد المعتمرين خلال الفترة الماضية، وتحديداً قبل جائحة كورونا، إذ سجل عددهم ارتفاعاً ملحوظاً، في إشارة واضحة إلى ثبات الخطى نحو بلوغ هدف استضافة نحو 30 مليون معتمر خلال عام 2030، تماشياً مع رؤية السعودية 2030. إن ما يميز أم القرى هو مواصلة القائمين عليها في تطوير العديد من المشاريع الضخمة والحيوية؛ حيث تم إطلاق عدد من المشاريع التي من شأنها تدعيم مكانة مكةالمكرمة اقتصادياً واجتماعياً على المستوى المحلي والعالمي. من أبرز تلك المشاريع إطلاق «مترو مكةالمكرمة» الذي يتضمن إنشاء محطات توقف، إضافة إلى محطات انتقالية، وذلك استكمالاً لمشروع «قطار المشاعر المقدسة» الذي يربط «عرفات، ومزدلفة، ومنى» بثلاث محطات في كل مشعر، ويصل عدد قطارات المترو إلى 17 قطاراً، إضافةً إلى «قطار الحرمين»، والذي يربط مكة بالمدينة المنورةوجدة، وتصل سرعته إلى 300 كيلو متر في الساعة، حيث تبلغ مدة الرحلة بين مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، والمدينة المنورة نحو الساعتين، وبين مكةالمكرمة والمدينة المنورة نحو الساعتين و45 دقيقة، إضافة إلى أهمية المشروع في تعزيز منظومة شبكة النقل من أجل تسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج والعمرة والزيارة بأريحية وتوفير كافة سبل المواصلات لهم. واستكمالاً لسرد مشاريع مكةالمكرمة الحيوية، سيساهم طريق الملك عبدالعزيز الذي تم تدشينه أخيرا في تسهيل الوصول إلى المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف، حيث يبلغ طوله نحو 3.6 كم، بداية من تقاطع الدائري الثالث مع طريق جدة السريع، والذي يربط مكة مباشرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد بجدة، حيث إن من المقرر أن تصل الطاقة الاستيعابية السنوية للمطار نحو 100 مليون مسافر مستقبلاً عند اكتمال إنجاز المرحلة الثالثة والنهائية، وباكتمالها ستتوفر إمكانية خدمة 70 طائرة في آنٍ واحد، وسيحتوي المطار على 21.665 موقفا للسيارات لتسهيل عملية التنقل بين المدن. كما بدأت أخيرا أعمال نفق جرول ضمن مساعي الدولة لتعزيز منظومة النقل، والذي يمتد طوله إلى أكثر من span dir="""""LTR"""""1000 متر خصصت للمشاة، وجُهز النفق بنظام تكييف متطور، وأحدث أنظمة للطوارئ وإطفاء الحريق، مع استمرار العمل على إنشاء نفق «الحجون» المخصص أيضاً لخدمة المشاة بمسارين. وسجلت مشاريع العقارات والمقاولات في مكةالمكرمة نجاحاتٍ ملموسة وصنفت كأحد أبرز المشاريع في المنطقة، ما أسهم في تسجيل نقلة نوعية سنعيش نتائجها خلال السنوات القادمة في مكة عند الانتهاء من تلك المشاريع، فمن ضمن أبرز الأعمال التي تقام حالياً أعمال تطوير مشروع «ذاخر مكة» بالعاصمة المقدسة، والذي تُقدر مساحة أرضه الإجمالية ب 320 ألف متر مربع، ويبعد عن الحرم المكي مسافة 1.3 كيلو متر، وتصل طاقته الاستيعابية لاستضافة نحو 200 ألف شخص، ولا يزال العمل جارياً على مشروع جبل عمر المختص بتطوير المناطق المطلة على الحرم المكي الشريف، وتبلغ المساحة الإجمالية لأرض المشروع نحو 230 ألف متر مربع، ويضم المشروع span dir="""""LTR"""""40 برجاً فندقياً. ونهضت مكة عمرانياً خلال الفترة الأخيرة، إذ يتم العمل على تطوير المناطق العشوائية عبر عدة مراحل شملت العديد من الأحياء، وتضمنت نهضة مكة إزالة آلاف العقارات في العاصمة المقدسة؛ من ضمنها 600 عقار في حي النكاسة، إضافة إلى البدء في استكمال المرحلة السادسة لتطوير الأحياء العشوائية من أصل 12 مرحلة. وصدرت من القيادة العديد من القرارات التي تصب في صالح دفع عجلة تطوير مكةالمكرمة إلى الأمام؛ من ضمنها تأسيس الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، كما تم تأسيس شركة «رؤى الحرم» الهادفة إلى الارتقاء بمعايير التطوير في منطقة المسجد الحرام، والارتقاء بمشاريع ضمن الطاقة الاستيعابية لضيوف الرحمن. وسيسهم في تسريع عجلة التنمية بمكةالمكرمة، تأسيس شركة كدانة للتنمية والتطوير لتصبح المطور الرئيسي للمشاعر المقدسة، وتختص أعمالها برفع الطاقة الاستيعابية للمشاعر، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لأداء فريضة الحج، ورفع مستوى الجذب لها عن طريق الاستخدام الأمثل على مدار العام. وعلى صعيد دعم الحجاج، تمت توسعة جسر الجمرات بمشعر منى الذي بلغت تكلفته أكثر من 4 مليارات و200 مليون ريال، لتصل طاقته الاستيعابية إلى 300 ألف حاج في الساعة، مع قدرة أساسات للمشروع تتحمّل 12 طابقاً و5 ملايين حاج في المستقبل. ويتواصل دعم الحجاج عبر توسعة المسجد الحرام بمساحة إضافية تتجاوز span dir="""""LTR"""""3000 متر مربع في الساحات الخارجية، لتوفير مساحات إضافية هدفها تسهيل حركة القاصدين والمعتمرين والحجاج. وفي ما يختص بتوسعة المسعى، فقد بلغت المساحة الإجمالية للدورين 16.700 متر مربع، ويمكن في وقت الزحام استيعاب نحو 15 ألف شخص للسعي. وانعكست المشاريع الثلاثة لتوسعة الحرمين الشريفين على مكانة مكة الدينية والاقتصادية، لكونها تعد الأضخم في تاريخها، ما مكّن استقبال الحجاج والمعتمرين في المسجد الحرام بأعداد تتجاوز أضعاف ما كانت عليه سابقاً.