بدأ تاريخ التطعيم في 1798، بعدما اكتشف البريطاني إدوارد جينر أن تلقيح الأصحاء بجدري الأبقار يحميهم من الإصابة بداء الجدري، الذي قتل شخصاً من كل 12 شخصاً في العالم، ودمّر حضارتي الإنكا والأزتك في أمريكا اللاتينية. وتم استحداث لفظ «التطعيم» من اللفظ اللاتيني الذي أطلقه جينر على جدري الأبقار. وفي 1880، اقترح العالم الفرنسي الشهير لوي باستور إطلاق اللفظ على أي لقاح واقٍ من العدوى المرضية. توصل جينر إلى فكرة اللقاح مصادفة! فقد التقى المرأة المكلفة بحلب الأبقار في مزرعته. فقالت إن هناك اعتقاداً شعبياً بأن من يصاب بجدري الأبقار، الذي لا يضر البشر عادة، يتمتع بمناعة ضد مرض الجدري تدوم طوال حياته. وفي 1796 قام جينر بسحب سائل من ضرع بقرة مصابة بجدري الأبقار، قامت بحلبها امرأة تدعى سارة نيلمس، التي سبق أن أصيبت بجدري الأبقار، أثناء عنايتها ببقرتها المصابة. وقام ب«تقريح» السائل على ذراع ابن عامل حديقته جيمنس فيليبس البالغ من العمر 8 سنوات. وأصيب الطفل بحمى طفيفة، وتورم في مكان «القرح». لكنه تعافى سريعاً جداً. وبعد أسابيع لاحظ جينر أن الطفل لم يصب مطلقاً بالجدري. ومن الغرائب أن الدكتور جينر تقدم بورقة علمية بشأن ملاحظاته تلك إلى الجمعية الملكية. لكنها رفضت نشرها! فما كان منه إلا أن قام بنشرها في مجلة تسمى «ذا إنكوايري» في سبتمبر 1798، وسرعان ما صادفت إقبالاً منقطع النظير. وانتشر التطعيم بالطريقة التي وصفها جينر في ورقته في أرجاء بريطانيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية. وعندما توفي الدكتور جينر في 1823، كان داء الجدري بدأ ينحسر كثيراً في أوروبا وأمريكا. وفي 1980، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حملة تطعيم نفذتها على مدى 11 عاماً أدت إلى استئصال الجدري نهائياً. ومن أشهر العلماء الذين برزوا في عالم اللقاحات الفرنسي لوي باستور (1822-1895)، الذي ابتكر علاجاً ضد داء السعر، الذي ينتقل من عضة الكلب السعران للإنسان، فيدمر جهازه العصبي المركزي. وبما أن باستور أصلاً عالم أحياء، وليس طبيباً؛ فقد رفض الأطباء السماح له باستخدام الجرعة التي قام بصنعها من الكلاب المصابة بالسّعار. لكن نجاح ابتكاره الذي جعل المرضى يتوافدون على مختبره في الحي اللاتيني في باريس من كل مدن القارة الأوروبية. وأنشئت فروع عدة لمعهد باستور في أنحاء العالم. وأدى ذلك إلى ابتكار عدد من اللقاحات للأمراض التي هددت الإنسانية. وفي 1882، اكتشف العالم الألماني روبرت كوخ الجرثومة المسببة لمرض السل، الذي كان تأكيد تشخيصه آنذاك حكماً بالإعدام، لعدم وجود علاج. حتى تم اكتشاف المضاد الحيوي المسمى ستربتومايسين في 1943. لكن محاولات اكتشاف مصل يقي من هذا الداء استعصت على العلماء الغربيين. غير أن ثلاثة علماء فرنسيين في معهد باستور في مدينة ليل تمكنوا من التوصل إلى لقاح ضد السل في 1921. وظل التطعيم بلقاح السل الرئوي مستمراً في بريطانيا حتى 2005.