مدمن كلمة مزعجة وخطيرة ومؤلمة وتسبب الوصم الاجتماعي، وأصبح يهابها الكثير من الآباء والأمهات؛ خوفاً من أن يكون نعتاً يوماً ما لابنهم أو ابنتهم أو قريبهم بهذا المسمى لدرجة الوصم الاجتماعي، فقد أصبح هذا المرض من الأمراض التي تنافس الأمراض العضوية بشكل ملحوظ بين الشباب والفتيات، بل حتى إن صغار السن لم يسلموا منه وذلك يعود لأسباب اجتماعية كالتفكك وغياب المسؤولية الوالدية بأشكالها المختلفة والمتنوعة. لقد كانت مشكلة الإدمان تقتصر على مواد معينة ومحددة، ولم يكن يتوقع أن تمتد بهذا الشكل الغريب المهيب والعجيب، واليوم أصبحت منتشرة بأشكال وأنواع وبسمية قاتلة مصنعة بطريقة مزعجة، مما تسبب في غزو وتدمير الأسر والأهالي والأبناء ومنتشرة في كل مكان وبسعر زهيد لتكون في متناول جميع الفئات العمرية بسهولة. ولم تقتصر على ذلك فحسب فقد أصبح مرضى الإدمان سجناء بلا قضبان يعيشون في تخبط وشتات ويقفون في منتصف الطرقات المجهولة بلا لوحات إرشادية ولا عنوان، تائهين عائشين في ضعف داخلي وقوة وقتية كاذبة يستمدونها من خيال المادة المخدرة التي تدمرهم ساعةً بعد ساعة ويوماً بعد يوم، لذلك تجدهم يعيشون أزمة البحث عن السعادة في المادة السمية المفرحة التي تسعدهم سعادة زائفة لبعض الوقت ولحظة هدوء زائفة مؤقتة. لقد باتت مشكلة الإدمان على المواد المخدرة بأنواعها أزمة اجتماعية كبيرة، لذلك الأمر الخطير فقد قامت دولتنا العظيمة جاهدة في التصدي لها بقوة دفاعية قوية من خلال إنشاء منظمات صحية متخصصة وإثرائها ودعمها بكوادر طبية وتمريضية متخصصة وأخصائيين نفسيين واجتماعيين ودينيين ذوي كفاءات عالية لتحرير مرضى الإدمان من قيودهم. كما تسعى دولتنا للتصدي لهذه الآفة التي دمرت وهدمت الكثير من الأسر باعتماد البرامج التوعوية والتثقيفية والتأهيلية والعلاجية التي تنمي العقل والجسد والفرد والأسرة الكريمة والمجتمع الأسري وبالتالي المجتمعات الأكبر فالأكبر، من خلال المجمعات الطبية لعلاج الإدمان برفع مستوى الوعي والإدراك بأضرار المخدرات للأفراد والأسر والمجتمعات من خلال ترسيخ ونشر ثقافة هذه البرامج التوعوية والمحاضرات وإقامة المعارض في الكليات والمدارس وكافة قطاعات الدولة. وعلاوة على ذلك، سعت تلك المجمعات إلى الأخذ بيد المدمن بلطف ورأفة وإنسانية لتكون عوناً له لا عليه ولتكون البوصلة الموجهة للطريق الصحيح بعد أن تاه وضاع في براثين الظلام وكان ذلك من خلال البرامج العلاجية المكثفة للمدمن من تأهيل وتعديل سلوك. ومن هنا نوجه رسالة إلى كل من يعاني من مشكلة الإدمان ونقول له بصوت واحد بأنك لست وحدك وأننا جميعاً كدولة ومعالجين ومواطنين نمد يد العون لك بعد الله للأخذ بيدك إلى الطريق الصحيح والتخلص من معاناتك. العلاقات والإعلام والتوعية بمجمع إرادة