وليد ابو مرشد أكد رئيس برنامج علاج الإدمان في المنطقة الشرقية ونائب المشرف العام في مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام الدكتور عبدالسلام الشمراني، أن العائق الاجتماعي يقف حاجزا أمام تقدم المدمنات لطلب العلاج، مما يصعب تحديد حجم المشكلة، التي غالبا ما يكون وراءها الزوج أو الأخ المدمن. وأوضح الشمراني ل"الوطن" أن هناك زيادة نسبية لأعداد المدمنات مصاحبة لزيادة أعداد المدمنين الرجال، مشيرا إلى أن أعمار المراجعات تتراوح بين 20 و35 عاما، بينما تندر نسبة مراجعة من هن دون العشرين، مؤكدا على تنامي وصول المخدرات إلى المرأة، ووقوعها في الإدمان، إذ أصبح الزوج أو الأخ أو الصديق المدمن يقف وراء إدمان المرأة، باستغلالها للحصول على المخدر بأساليب منها سهولة حركتها ب"العباءة". وأشار إلى أن الإدمان عند النساء يرتبط بالتعرض للتحرش أثناء الطفولة، أو الاعتداءات والعنف، أو الاغتصاب. وأضاف الشمراني قائلا: على الرغم من الإطار الكامل من السرية والخصوصية لعلاج الإدمان في المجمع، وفقا للأنظمة والقوانين التشريعية والطبية، إذ لا يتم إفشاء معلومات المرضى إلى أي مصدر إلا بموافقة المريض نفسه بيد أن المجتمع لم يتقبل حتى الآن فكرة تلقي المدمنة للعلاج في المستشفيات. وعن أبرز المواد المخدرة التي يكثر تداولها بين المدمنات قال الشهراني: يأتي الحشيش والأمفيتامين في المرتبة الأولى بالنسبة للمواد التي تدمن عليها النساء" مرجعا ذلك للمفاهيم الخاطئة المتعلقة بها كالحصول على النشاط والقدرة على السهر والشعور الزائف بتحسن المزاج، وغيرها من الأفكار التي يصورها المروجون للترويج لتلك المواد. وبين الدكتور الشمراني أن مشكلة إدمان النساء تتخطى المرأة نفسها، فهى تطال بآثارها السلبية المترتبة على التعاطي حياة الجنين في حالة الحمل، وتربية الأم لأبنائها، ولذلك يجب النظر إلى هذه المشكلة كمشكلة متنامية ومعقدة وذات أبعاد مختلفة، لارتباطها بالظواهر المختلفة، كارتفاع نسبة الجريمة والدعارة والإرهاب، وتدمير المبادئ والقيم الدينية والاجتماعية النبيلة. وحول الفروق الجوهرية بين المدمنين من الرجال والنساء أكد الشمراني وجودها في كل مراحل الإدمان، فالنساء يصلن إلى الاعتمادية أسرع من الرجال، وتعاطي جرعات أقل من المخدر، كما أنهن يدخلن إلى المراحل الاعتمادية الكيميائية بشكل سريع، وهن أكثر عرضة لمخاطر الانتكاسات أثناء التعافي. كما يعانين من المضاعفات الصحية بصورة أسرع من الرجال، خاصة أمراض الكبد وتليفه، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الصدر والرئتين، والقلق النفسي، والاكتئاب الشديد، واضطرابات الأكل. وأضاف أن المكانة الاقتصادية والدينية للمملكة جعلت منها وجهة يقصدها ملايين البشر للعمل والاستثمار والحج والعمرة بشكل دائم، لتكون مقرا للثقافات المختلفة والسلوكيات المتنوعة، فنجد شبكات المخدرات الإقليمية والدولية، تستهدف بشكل رئيس الطلاب والطالبات والموظفين والموظفات، من خلال تصنيع مواد وخلطات من المخدرات، وإطلاق أسماء جذابة ومواصفات بدعوى قدرتها على رفع المزاج، وتحسين الثقة بالنفس، وتحسين الأداء الاجتماعي والجنسي، وترويج هذه المنتجات من خلال بني جلدتهم بطرق خبيثة ومعلومات مغلوطة مضللة. ولفت إلى أن الوقاية والبرامج الموجهة للحد من الوقوع في المخدرات، تمثل حجر الأساس للحد من هذه الآفة، مع التنبيه على أهمية أن تهتم الأسر بالتوعية والتثقيف والسؤال عن الأعراض والمواد الإدمانية من خلال الهاتف الاستشاري أو التواصل عبر موقع المجمع. مشيرا إلى أن المجمع يقدم نشاطا تثقيفيا عبر المحاضرات التوعوية ضد أضرار المخدرات والمسكرات والتدخين بشكل مستمر، لمصلحة طلاب المدارس والجامعات وعدة جهات حكومية.