تحاول شركة فالنيفا الدوائية الفرنسية إيجاد حل مبتكر لمشكلة كبيرة تواجهها، في سياق مسعاها إلى بدء التجارب السريرية الموسعة في بريطانيا للقاح ابتكره علماؤها. فقد أحرزت حملات التطعيم في بريطانيا تقدماً كبيراً لا نظير له في بقية الدول الأوروبية. ويشكل ذلك صعوبة تعيق إجراء التجارب السريرية بشكل تقليدي. ولذلك تقوم الشركة الفرنسية، التي تملك مصنعاً ضخماً في الأراضي البريطانية، بإجراء محادثات مع السلطات الرقابية الصحية البريطانية للسماح لها بإعطاء المتطوعين ضمن المجموعة الخاضعة للمراقبة جرعة من لقاح خولت الحكومة البريطانية استخدامه. وتتوقع فالنيفا -بحسب رئيسها التنفيذي توماس لينغلباخ- بدء التجارب السريرية الموسعة على لقاح صنعته في أبريل القادم. وإذا وافقت السلطات الصحية البريطانية فستكون فالنيفا هي أول شركة دوائية في العالم تجري التجارب السريرية بهذه الطريقة قبل فسح لقاحها. وترى الشركة الفرنسية أنه مع إتاحة عدد من اللقاحات المعتمدة لن يكون أخلاقياً من جانبها إجراء تجارب على قسم من متطوعيها باستخدام لقاح وهمي، وهو النظام التقليدي للتجارب السريرية على اللقاحات، لأن ذلك سيتطلب أن يوافق أولئك المتطوعون على التضحية بعدم حماية أنفسهم من الفايروس من أجل هذه التجربة. كما أنه، علاوة على ذلك، كلما زاد عدد الخاضعين للتطعيم باللقاحات المتاحة، انحسرت الإصابات الجديدة، ما سيؤدي الى إبطاء التجارب السريرية على اللقاح الجاري تطويره. وقال لينغلباخ لبلومبيرغ: لدينا خمسة لقاحات تم فسح استخدامها ويمكننا أن نختار منها ما نشاء لتكون أساساً للمقاربة بلقاحنا الخاضع للتجربة. وتعتزم الشركة إجراء تجربتها الموسعة على 4 آلاف بريطاني، على أن تحصل على الموافقة النهائية على لقاحها خلال الربع الأخير من 2021. وفي ظل إعلان الحكومة البريطانية أنها ستفرغ من تطعيم جميع سكانها الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً بحلول منتصف فبراير الجاري، ستضطر فالنيفا إلى إجراء تجارب سريرية مصغرة على المسنين في دولة أخرى، إذا لم يتسن لها العثور على متطوعين من المسنين في بريطانيا. وكانت الحكومة البريطانية وقعت الأسبوع الماضي اتفاقاً مع فالنيفا يتيح لها الحصول على 40 مليون جرعة من لقاحها. وبدأت فالنيفا المرحلة الأولى من تجاربها السريرية على لقاحها في ديسمبر الماضي. ويقوم اللقاح الجاري تطويره على استخدام فايروس نافق لاستثارة جهاز المناعة، من دون تسبب في الإصابة بالمرض نفسه. وتقول الشركة إن المادة الأساسية للقاح ستصنع في مصنع الشركة في أسكتلندا. وستنقل بعد ذلك إلى السويد، لتتم تعبئتها في القناني الزجاجية الصغيرة، ووضعها في عبوات. وبعد ذلك ترسل إلى النمسا ليتم ضمان اختبار جودتها.