دخل لبنان مرحلة ساخنة جديدة مع عودة الاغتيالات السياسية التي توقفت بعد اتفاق الدوحة 2008، وذلك عبر اغتيال الكاتب والناشط السياسي الشيعي لقمان سليم في بلدة نيحا الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله. اغتيال سليم الذي صدم اللبنانيين جاء بعد أيام على بيان صادر عن سليم نفسه إثر تلقيه تهديدات من جهات حزبية في منزله في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، كما تأتي الجريمة بعد أيام على ترويج السلطة اللبنانية لعودة تنظيم داعش الإرهابي إلى مدينة طرابلس الشمالية. المنصات على مواقع التواصل الاجتماعي شنت هجوماً على حزب الله موجهة إليه أصابع الاتهام، خصوصا بعد التغريدة التي كتبها جواد حسن نصر الله وعاد ليحذفها، إذ جاء فيها: «خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب». وسرعان ما تضاعف القلق من قبل الناشطين من أسلوب كم الأفواه، لتكر بعدها سبحة بيانات التنديد والاستنكار السياسية، إذ كتب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: «لقمان سليم شهيد الرأي الحر، إذا كان للشر جولة فسيكون للخير والحق ألف جولة وجولة». فيما كانت لافتة تغريدة سفير الاتحاد الأوروبي في بيروت رالف طراف الذي كتب: «ندين ثقافة الإفلات من العقاب السائدة في لبنان التي تسمح بوقوع تلك الأعمال المشينة ونطالب السلطات المعنية بإجراء التحقيق المناسب». أما السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو فنعتته بالقول: «تلقيت بحزن عميق وبقلق شديد نبأ اغتيال لقمان». وبناء على إشارة النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان تمت معاينة الجثة وتبين أنها مصابة ب4 طلقات نارية في الرأس وواحدة في الظهر ولم يعثر مع الجثة على بطاقة تعريف. وكانت شقيقته رشا سليم الأمير نشرت ليلا على حسابها الخاص عبر فيسبوك نبأ فقدان الاتصال بشقيقها بعد خروجه من منزل أحد أصدقائه في بلدة صريفا قضاء صور. وكتبت أن شقيقها لقمان لا يجيب على هاتفه منذ مساء أمس (الأربعاء)، وقد وجد الهاتف في خراج بلدة صريفا في أحد الحقول في طريق فرعي، وهذا ما دفع عائلته والمقربين إلى ترجيح حصول عملية خطف. وقالت رشا في تعليق لاحق: «وجدنا الهاتف في نيحا الجنوب ولم نجد لا السيارة ولا لقمان.. أين لقمان؟». يذكر أن سليم مناهض لسياسة حزب الله وسلاحه غير الشرعي وهو من المقربين من الإدارة الأمريكية كباحث وناشط.