لفت انتباهي مقالة للكاتب مشعل العقيل (صحيفه «عكاظ» العدد 19664) عنوانها «خطر الوعود المخدرة»، ومما قاله: الوعود لها أثر كبير على النفس، وضرورة نستسقي منها الأمل، ولذلك كان الاهتمام الشرعي بأهمية الوفاء بالوعد والتحذير من التلاعب به، فكان من ضمن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لآية المنافق «إذا وعد أخلف»، وفي كثير من الأحيان يصبح «الإخلاف بالوعد» طريقاً إلى الإحباط وعدم الشعور بالأمان، وكان ذلك من الصفات الذميمة. أضيف على قوله تمتلئ كتب الموروث العربي بقصص تحكي عن الوفاء بالوعود، وقد حثنا ديننا الإسلامي على الالتزام بالوعد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر، وأن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقاً، وأن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)، فالوعد أمر مُلزِم،، سواء كان مكتوباً أو غير ذلك، وفي مجال التعامل وبيان الحقوق في البيع والشراء قول رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام: (فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما). إن نجاح الإنسان في حياته يكمن في صدقه بوعده وإخلاصه مع ربه، والالتزام بالوعد امتثال لديننا الإسلامي الحنيف، لما له من أثر راسخ على أنماط الشخصية ووعي الفرد. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن على عاتق المرء مسؤولية لا يحيد عنها سواء كانت بكلمه أو وعد، أو الالتزام بمبادئ الحياة، فالوعي أولاً وأخيراً. ومضة: قديماً قيل في الأمثال: لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك، وهذا يدل صريحاً أن الوعد من أهم ما يلتزم به المرء، فإذا كانت بصمة أصبعك تثب «الشخصية»، فإن بصمة لسانك تثبت حصاد تربيتك وسمو أخلاقك، فاجعل من نفسك أثراً جميلاً يطبع في نفوس البشر، واجعل من يراك يدعو لمن رباك.