من عائلة فنية عريقة طبعت تاريخ الموسيقى والمسرح اللبناني؛ خرج إلياس الرحباني فملأ الدنيا موسيقى أطربت العرب.. وفي عشرة أعوام من الدراسة المنهجية؛ درس الموسيقى على يد أساتذة فرنسيين، وقبلها في الأكاديمية اللبنانية والمعهد الوطني للموسيقى، وعندما عاش مع الموسيقى ملحناً و«الأوركسترا» قائداً؛ سطَّر مسيرة فنية طويلة، وجسَّد موسوعة موسيقية لبنانية وعربية وعالمية. عاش الرحباني ثمانية عقود ونيف ثم أفل أمس (الإثنين)؛ قبل أن يلتحق بأخويه اللذين سبقاه في الرحيل «منصور» و«عاصي» شكلوا خلالها مع جارة القمر عصفورة الشرق «فيروز»؛ جيلاً ذهبياً للمسرح والموسيقى والفن في لبنان.. وفي وقت تغنى بألحانه فنانون كثر؛ قدَّم الرحباني نشيد «الفرانكفونية» تحية ل52 بلداً التقت في لبنان في «القمة الفرانكفونية». ولما أعلن مغادرته الدنيا؛ أعاد إلى الذاكرة حادثة عام 1957 وعمره 19 عاماً، حين منعته إصابته في يده اليمنى من السفر إلى روسيا لإكمال دراسته.. ولما كاد الحلم يتلاشى بتلك الصدمة وتخلي أستاذه عن تعليمه؛ استخدم بتصميم يده اليسرى وتوجه إلى مجال التأليف الموسيقي.. وفي سن العشرين استدعاه فرع إذاعة «بي بي سي» البريطانية في لبنان، وتعاقد معه على تلحين 40 أغنية و13 برنامجاً، كأول أول عمل رسمي. أما عام 1962، فكان محطة رئيسية في حياته؛ إذ بدأ فيه التعاون مع المغنّين المعروفين، بأغنية «ما أحلاها» للمغني نصري شمس الدين، تلاها العمل مخرجا ومستشارا موسيقيا في إذاعة لبنان، وتعرّف على «نينا خليل» وتزوجها.. وجاء عام 1976 ليسافر مع عائلته إلى باريس، ويقدم للعالم مئات الأعمال الموسيقية التي أسهمت في ثراء ورقيّ الفنون العربية خلال القرن العشرين. وفي إنتاجه الغنائي والطربي؛ حملت المكتبة 2500 أغنية ومعزوفة من ألحانه، و1000 موسيقى تصويرية ل25 فيلماً ومسلسلاً ومعزوفة كلاسيكية على «البيانو»، أفلام «دمي ودموعي وابتسامتي»، و«حبيبتي»، و«أجمل أيام حياتي»، ومسلسل «عازف الليل»، كما أصدر عدة مسرحيات إنتاجاً وتأليفاً، منها: «وادي شمسين» و«سفرة الأحلام» و«إيلا».