مع اقتراب انعقاد القمة السنوية لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، خلال يناير القادم، يتزايد تعلق مواطني دول الخليج إلى الدور الذي ظلت تقوم به المملكة تقليدياً لتعزيز اللُّحمة الخليجية، حتى في أصعب الظروف التي تمر بها وحدة بلدان المجلس. وهو دور سبق إنشاء المجلس، واتسع نطاقه بعد قيامه. وقد ظلت السعودية تحرص دوماً على وحدة الصف الخليجي، من منطلق الأخوة، والدين الواحد، والمصير المشترك، فكانت سياستها على مدى 41 عاماً من عمر المنظومة تستند إلى ما تشكله من عمق إستراتيجي وثقل عربي وإسلامي ودولي. ولهذا اتسم نهجها منذ تأسيس مجلس التعاون بالتوازن، داعمة كل عمل يسهم في تحقيق الأهداف والتطلعات المشتركة، وتجاوز العقبات والخلافات. وأسفر ذلك التوازن السعودي عن المحافظة على وحدة الصف الخليجي، ودعم الدول الأعضاء للوصول لتسوية وحلول ناجعة للخلافات الخليجية – الخليجية ، وديمومة التعاون مع الدول العربية والإسلامية والدولية. ولن يكون دورها في قمة يناير الخليجية مختلفاً، بل سيشهد بذل كل الجهود الممكنة لتعزيز الترابط بين دول المجلس، وتعميق التعاون وصولاً إلى وحدة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. ليبقى الهدف الأوحد لسياسة المملكة الخليجية هو وحدة الصف الخليجي، ونبذ الخلافات الخليجية. وهي مسيرة يعززهات المكان الكبير للمملكة على الصعد العالمية، والعربية، والإسلامية.