من المعروف أن الإنسان المحب لعمله لا يفكر في جني المال بقدر سعادته بالمساهمة في تقديم الخدمة للآخرين، وهو في هذه الحالة يصب تركيزه واهتمامه على إتقان عمله والتميز فيه واكتشاف الذات من خلاله، إضافة إلى القيمة المعنوية من المعرفة والخبرات التي يضيفها إلى نفسه ويشاركها للآخرين. إن الإنسان المحب لعمله لا يضع حدوداً لمهنته، فهو يجعل الناس ممتنين له، هذا يفسر مدى استيعاب قيمة العمل الإنساني إلى جانب المفهوم المهني، بحيث يكون الارتباط بالمهنة نوعا من أداء المسؤولية والالتزام في داخل إطار العمل، لكن الارتباط بالجانب الأخلاقي لها يتطلب المساهمة الإنسانية لمساعدة الغير؛ سواء كان ذلك في الساعات المحددة بداخل العمل أو خارجها، وسنجد أن المجال لديه متاح دائما للتواصل والإفادة بالمعرفة والخبرات، ذلك يساهم في تحسين الأداء المهني وتطويره بشكل عام من خلال التبادل المعرفي وتطوير الأفكار، فيما يستطيع أي مهني من خلال قنوات الاتصال المختلفة تقديم الاستشارات والنصائح في مجال تعليمه وعمله. كل ذلك يرفع من نسبة الوعي الفردي ويساعد في نقل الخبرات إلى من يستطيع الاستفادة منها، سواء كان متعلما أو متدربا، غير أن قيمة العطاء في ثقافة العمل وتنمية أخلاقياته هي أحد أهم الجوانب التي يجب أن يرتكز عليها التعليم والتدريب المهني كترسيخ للجانب الإنساني بجميع أبعاده الإيجابية، ومن خلال التقنية يمكن الاستزادة والارتقاء في هذا الجانب وكذلك استثماره ليكون خلاقا للإبداع، فمن يعمل بحب يزداد سعادة حينما ينتفع منه الآخرون. كاتبة سعودية ALshehri_Maha@