داهمت الشرطة الأرجنتينية اليوم (الأحد)، منزل ليوبولدو لوك الطبيب الشخصي لأسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا، في محاولة لإثبات ما إذا كان اللاعب الراحل ضحية الإهمال، إذ قام المحققون بفحص جميع عناصر الطاقم الطبي المعني برعايته. وفيما طالب محامو وعائلة مارادونا بفتح تحقيق في وفاته، تم اتهام الطبيب بالإهمال الطبي، وتتعامل الشرطة مع الحالة على أنها جريمة قتل محتملة، في حين أفادت ابنتاه بأنه لم يكن يتلقى الدواء المناسب. ووفقا لموقع «ديلي ميل»، فقد وجهت الشرطة اتهامات رسمية للطبيب، وسيتعين عليه الإدلاء بشهادته أمام المدعي العام بشأن أفعاله خلال الأيام الأخيرة من حياة مارادونا، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الأرجنتينية ماركا. وصدرت أوامر التفتيش بعد أن أدلت ابنتا مارادونا، دلما وجيانينا، بتصريحات أمس، وتساءلتا عما إذا كان الدواء الذي يتلقاه والدهما مناسباً، كما ذكرت وسائل إعلام أرجنتينية أن لوك يمكن استجوابه باعتباره شخصا يخضع لتحقيق رسمي للاشتباه في احتمال سوء الممارسة أو الإهمال. وطالب محامي مارادونا ماتياس مورلا الأسبوع الماضي بإجراء تحقيق على أعلى مستوى بخصوص الاستجابة الطارئة لوفاة مارادونا، إذ قال إن أول سيارة إسعاف استغرقت أكثر من نصف ساعة للوصول إلى المنزل في شمال بوينس آيرس حيث أصيب اللاعب بأزمة قلبية، واصفا التأخير بأنه «حماقة جنائية» واشتكى من أن مارادونا لم يتلق أي فحوصات طبية خلال 12 ساعة قبل وفاته. ويضيف موقع «ديلي ميل» الإخباري أن أول سيارة إسعاف استغرقت 11 دقيقة للوصول إلى عقار سان أندريس الذي انتقل إليه مارادونا بعد مغادرته المستشفى في 11 نوفمبر بعد إصابته بجلطة في المخ، ويوم السبت، اتضح أن ممرضة مارادونا اعترفت بأنها كذبت بشأن إجراء فحص طبي في الصباح الباكر، كما أشارت التقارير الأولية إلى أن ابن أخيه البالغ من العمر (24 عاماً) كان يقيم معه في المنزل، وكان آخر شخص يراه على قيد الحياة أثناء الإفطار يوم وفاته. وأشارت أنباء إلى أن مارادونا قال له «إنني لست على ما يرام»، وذلك قبل العودة إلى الفراش ووفاته أثناء نومه، وأخبر ابن شقيق دييغو المحققين أنه رآه آخر مرة عندما ذهب إلى الفراش عند الساعة 11 مساء يوم الثلاثاء. وكان من بين الأشياء التي عثرت عليها الشرطة في غرفته شطيرة غير مأكولة في وقت متأخر من الليل. وقالت ممرضة تعمل في نوبة ليلية للمحققين إنها شاهدت مارادونا «ينام ويتنفس بشكل طبيعي في السرير» عند الساعة 6:30 صباح الأربعاء. وكشف تقرير للمدعين العامين الذين يقودون تحقيقاً في وفاة الأسطورة الأرجنتينية تم تسريبه إلى وسائل الإعلام ووقعته ممرضة تُدعى داهيانا جيزيلا مدريد التي تولت المسؤولية في نفس الوقت تقريباً، يقول: «في الساعة 6:30 صباحاً بدأت مناوبتي وكان المريض في وقت استراحته»، فيما يضيف التقرير أن مارادونا سُمع يتحرك داخل غرفته في الساعة 7:30 صباحا، واستمرت استراحته حتى 8:30، ورفض عند الساعة 9:20 صباحا مراقبة علاماته الحيوية. وتم إرسال التقرير الصحي إلى مركز تحقيق مستمر بعد أن قالت الممرضة للمحققين إنها لم تدخل غرفة نوم دييغو صباح يوم وفاته لفحصه، فيما أفاد تقرير لوكالة تيلام المحلية للأنباء نقلا عن مصادر قضائية بأن الممرضة زعمت في بيانها الثاني تحت القسم أنها «أُجبرت على الكذب» بسبب التقرير، وأنها أُجبرت على كتابته، وأنها حاولت مراقبة المؤشرات الحيوية لمارادونا، في حين ذكر التقرير أنها تركته ليرتاح، فيما لم يتم توضيح ما إذا كانت تدعي أن رؤساءها قد أجبروها على تقديم تقرير «كاذب» وسط مخاوف من اتهامهم بالإهمال بسبب وفاة مارادونا، أو أن آخرين أجبروها. ويفيد موقع «ديلي ميل» بأن الطبيبة النفسية سوزانا كوزاكوف والأخصائي النفسي كارلوس دياز، اللذين شكلا جزءاً من فريق رعاية مارادونا، دخلا الغرفة قبل منتصف النهار بقليل وقاما بعدة محاولات فاشلة لإنعاشه قبل الاتصال بالرقم 999، فيما تم تسريب تسجيل المكالمة التي أجراها الطبيب الشخصي لمارادونا ليوبولدو لوك لخدمات الطوارئ ويشير فيه إلى أنه يعاني من سكتة قلبية، إلى وسائل إعلام أرجنتينية. وتم إعلان وفاة نجم نابولي وبرشلونة السابق البالغ من العمر 60 عاماً، منتصف نهار الأربعاء الماضي، إذ كشفت النتائج الأولية تعافيه من إدمان الكوكايين، بينما كان يعاني أيضاً من قصور في القلب، فيما اكتشف الأطباء أيضا تمدد عضلة القلب، وهي حالة طبية تضعف فيها عضلة القلب وتتضخم ولا يمكنها ضخ الدم الكافي إلى باقي الجسم. ولجأ المدعون العامون إلى تحليل لقطات كاميرات المراقبة في العقار الذي كان يعيش فيه دييغو مارادونا والهواتف المحمولة للممرضات اللاتي كُنَّ يعتنين به قبل ساعات من وفاته، إذ لم يكن ليوبولدو لوك في منزل مارادونا عندما مات. وبحسب «ديلي ميل»، قال مصدر قضائي لصحيفة «لا ناسيون» الأرجنتينية: «بما أن لوكي كان الطبيب الشخصي لمارادونا، فقد تم اتخاذ القرار بتفتيش منزله للبحث عن وثائق يمكن أن تحدد ما إذا كانت هناك أي مخالفات خلال علاج مارادونا في المنزل»، ويُعتَقَد أن المحققين يبحثون عن تفاصيل الدواء الذي كان يُعطى لمارادونا، إضافة إلى سجلاته الصحية وغيرها من الوثائق التي يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في التحقيق.