أثار الإعلان الإيراني الرسمي اليوم (الجمعة)، عن اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في منطقة قرب طهران، العديد من علامات الاستفهام، خصوصاً أن «الرجل العسكري الغامض» كما يطلقون عليه يحظى بحماية أمنية وسرية مشددة. فمن يقف وراء اغتيال أحد أبرز علماء نظام الملالي في المجال النووي ؟. وهل تكشف عملية التصفية عن صراع أجنحة يفتك بنظام ولاية الفقيه نتيجة العقوبات القاصمة التي يتعرض لها؟ أم أن ثمة أيادي خارجية طالت الرجل ما يؤكد انكشاف النظام الأمني الإيراني وسهولة اختراقه ؟. المعلومات المتوافرة حتى الآن وفقاً لتلفزيون نظام طهران أن محسن زادة قتل في منطقة دماوند بالعاصمة طهران، وأن عملية الاغتيال نفذت بتفجير أعقبه إطلاق نار، لكن مصادر أخرى أفصحت أن اغتيال العالم النووي والصاروخي تمت خلال مواجهة بين مسلحين مجهولين وحراسه، مؤكدة مقتل 4 من مرافقيه في الحادثة الغامضة حتى الآن. وكشفت المعلومات أن العالم القتيل قيادي في الحرس الثوري، ورئيس «منظمة أبحاث الدفاع الجديدة»، وأنه مدرج في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي. وأكد خبراء نوويون غربيون، أن «العسكري الغامض» الذي يدير الأنشطة النووية الإيرانية كان يعيش في ظل إجراءات أمنية مشددة، وفي سرية لحمايته وإبقائه بعيداً عن أنظار مفتشي الأممالمتحدة. ووصف تقرير للرقابة النووية الدولية محسن زادة، بأنه شخصية رئيسية في العمل الإيراني المشتبه به لتطوير التكنولوجيا والمهارات اللازمة لصنع القنابل الذرية، ونادراً ما تذكر وسائل الإعلام الإيرانية اسم زادة الذي نعتته وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية قبل نحو 4 سنوات، بأنه عالم يعمل في وزارة الدفاع ورئيس سابق لمركز أبحاث الفيزياء. وكان يترأس منظمة الابتكار والبحث الدفاعي. وذكرت مواقع إيرانية أنه كان أستاذاً جامعياً، إلا أن محللين غربيين أكدوا أنه لا يُعرف سوى القليل عن زادة، الذي وصفه مركز أبحاث أولبرايت بأنه مهندس نووي أشرف على عدد من المشاريع المتعلقة بأبحاث التسليح والتطوير. فيما كشف تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه كان المسؤول التنفيذي لما يسمى ب «خطة أماد»، التي أجرى وفقاً لمعلوماتها دراسات تتعلق باليورانيوم، ومتفجرات أخرى شديدة الانفجار، وتجديد مخروط صاروخي لاستيعاب رأس حربي. وتصفية زادة ليست أول عملية من هذا النوع، إذ إنه في يوليو الماضي قتل مسلحون بالرصاص المحاضر الجامعي داريوش رضائي في شرق طهران، وهي ثالث عملية اغتيال لعالم منذ عام 2009، إذ سبق أن قتل أحدهم في انفجار سيارة مفخخة والثاني بجهاز تم تفجيره عن بعد. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو ذكر العالم الإيراني القتيل بالاسم في حديث له عام 2018، بالاسم، بعدما اتهمته إسرائيل بقيادة برنامج طهران النووي العسكري، قبل سنوات. وأعلن نتنياهو عام 2018 استيلاء الاستخبارات الإسرائيلية على حزمة واسعة من الوثائق المتعلقة بمساعي إيران تطوير ترسانة نووية، وقال حينها: «تذكروا هذا الاسم فخري زادة».