ليس سهلا أن تتسلل إلى عرين الأسد، ذلك أن الحياة في هذا العرين تتطلب أن تكون أسدا أو شبلا أو من هذه الفصيلة، كما أن هذه الدائرة تحتفظ بكل من يدخلها ويكون جزءا من أسرار «الغابة»، فالرئيس حافظ الأسد احتفظ بالراحل أبو سليم «سيد القصر الجمهوري» مدير مكتبه آنذاك حتى توفي هذا العام عن عمر يناهز التسعين عاما، ذلك أن قواعد الأسد إلى الأبد! وهذا ما يعرفه السوريون. في القصر الجمهوري اليوم تدخل سيدة جديدة إلى قائمة الدائمين في محيط الأسد، هذه المرة لونا الشبل، وهي ليست بعيدة عن فئة الأسود، إذ اختارها الأسد لتكون المستشارة الخاصة إعلاميا، ولعل مثل هذا المنصب يلقي الضوء على «مدللة» حافظ الأسد بثينة شعبان، التي تربت وترعرعت في كنف الأسد الأب. قرار تعيين لونا الشبل مستشارة للأسد في القصر الجمهوري ونقلها من هيئة الإذاعة والتلفزيون يطلق تساؤلات كبيرة حول مصير بثينة شعبان، وما يزيد غموض مصير شعبان عدم ذكر القصر الجمهوري أي تفاصيل حول مستقبلها، إلا أن الواضح في هذا القرار هو التخلص من الحرس القديم الذي أسسه حافظ الأسد وبدأ بشار منذ العام 2000 التخلص منه رويدا رويدا. وبدخول لونا الشبل المتحدرة من السويداء إلى جانب منصور عزام المتحدر أيضا من المحافظة ذاتها، يتبين تضاؤل حجم التأثير العلوي على القصر، ذلك أن وجود شخصيتين درزيتين في القصر الجمهوري يضع تساؤلات حول الخلطة العلوية السرية في القصر الجمهوري. في الواقع من الصعب فهم عقلية الحاكم في القصر الجمهوري، بسبب طوق الغموض في هذا المكان، لكن ما يمكن قوله إن الأسد بدأ يصنع طاقما جديدا من حوله، ليس بعيدا عن نفوذ أسماء الأسد التي أصبحت لاعبا سياسيا واضحا على الساحة السورية، إذ تميل «السيدة الأولى» إلى تأنيث القصر والتخلص من الحرس القديم الذي طالما كان ضدها وضد ظهورها على الإعلام، وربما تكون لونا التي تربطها علاقات جيدة بأسماء الأسد مدخلا لمرحلة إعلامية جديدة في سورية، عنوانها جميلات في القصر الجمهوري.. ويبقى السؤال المفتوح.. ماذا عن الحرس القديم؟