: واصلت قناة "العربية" عرض الرسائل الرئاسية المسربة من البريد الإلكتروني للرئيس السوري بشار الأسد, حيث تشير السيدة الأولى أسماء الأسد, في إحدى هذه الرسائل إلى أن أنصار النظام يستخدمون السلاح الأبيض في ذبح المتظاهرين, فيما تقترح المستشارة الرئاسية لونا الشبل طريقة مهيبة لاستقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, بعد استخدام بلاده حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن. وما يلفت الانتباه في استعراض الرسائل الرئاسية الشخصية المسربة, وجود مسارات تمر بها الأوامر والقرارات في سورية, بشكل يتجاوز تراتبية الانظمة والمؤسسة الحاكمة, حيث أحاط الرئيس السوري نفسه بحلقة من الأشخاص في الظل, يؤدون مهام مختلفة ويقدمون النصح والمقترحات له, تتحول لاحقا إلى قرارات وأوامر رئاسية. وفيما يخص الشؤون الحزبية, فإن الرئيس على ما يبدو أوكل لإحدى النساء وتدعى هديل, مهمة تقديم تصور حول تعديلات في إدارة بعض المحافظات السورية, فهي في أكثر من رسالة ترسل أسماء بعينها تقول إنه يجب إزاحتها وإحلال أسماء معينة أخرى مكانها, كما هو واضح في رسالة وصلتها من شخص اسمه حسام, وتتعلق بضرورة استبدال المحامي العام السابق في طرطوس بآخر, وتقترح المحامي كمال جينات بدلا منه, لتقوم هي بإرسالها إلى الرئيس الأسد الذي حذف اسم الشخص المرسل, وحولها بنفس صيغتها إلى وزير شؤون الرئاسة منصور عزام, ليظهر الأمر كأنه قرار واجب تنفيذه. إضافة إلى ذلك, فقد كانت هديل أيضا تمثل حلقة وصل بين الرئيس الأسد وعديد من الأشخاص, ومنهم الإعلامي حسين مرتضى, الذي يعمل في مؤسسات إعلامية إيرانية في سورية, وينقل تقديرات إيرانية ومن "حزب الله" إلى الرئاسة السورية عبر هديل, وفي رسالة وردت يوم السادس والعشرين من ديسمبر الماضي, قال حسين إن على النظام أن يحتل الساحات العامة كالعباسيين والأمويين وغيرها أثناء وجود المراقبين العرب من الساعة الثالثة مساء وحتى التاسعة, حتى لا يتسنى للمعارضين النزول إلى هذه الساحات, وهو ما تم تنفيذه بالفعل من قبل النظام السوري أثناء تواجد المراقبين هناك. كذلك, فقد كان لابنة سفير سورية في الأممالمتحدةبشار الجعفري, شهرزاد, دور في اتخاذ وصنع القرار, حيث حولت رسالة بتاريخ السابع من ديسمبر الماضي, بعد أن وصلتها من شخص يدعى حازم, ويظهر في مرفقات الرسالة قرار جاهز للتوقيع من قبل الرئيس السوري, بشأن تعديل قانون في السلطة القضائية يتعلق بالأسباب الموجبة لإحالة القضاة إلى التقاعد. كما أن شهرزاد أرادت أن تكون لديها أحقية تقرير الصواب والخطأ فيما يتعلق بالتعامل مع الوفود الزائرة والنشاطات المتعلقة بالعلاقات العامة, وهنا كانت شهرزاد تشتكي من ثلاثة أشخاص بالتحديد في القصر الرئاسي, الأول محيي الدين الذي يعمل في القصر الرئاسي, الثانية هي المسؤولة الإعلامية لونا الشبل, كما اشتكت شهرزاد من المستشارة السياسية للرئيس بثينة شعبان. وقالت شهرزاد, إنها استخدمت كل مهاراتها في مجال العلاقات العامة لتتمكن من استيعاب الفظاظة التي تتصرف بها لونا الشبل, إلا أنها فشلت, موضحة أن لونا الشبل تعيق أداء مهامها. أما زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد, ففي واحدة من الرسائل, تتطرق إلى حكاية تشير إلى أن انصار النظام لديهم أسلحة في جرمانا ولكن لا يستخدمونها حتى الآن, وانما يستخدمون في الوقت الحاضر الذبح والأسلحة البيضاء. وفي ما يتعلق بتنظيم التظاهرات المؤيدة لنظام الأسد, فعلى ما يبدو أن الرئيس مطلع على كل تفاصيلها, وبالعودة إلى الرسائل, نجد أن المسؤولة عن الملف الإعلامي لونا الشبل, في السادس من فبراير الماضي وهو اليوم الذي سبق زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق, أرسلت رأيا في ما يخص استقبال الوزير الروسي, قالت فيه إنه إن نُظمت التظاهرات المؤيدة في مكانين منفصلين فإنهما ستبدوان هزيلين في المكانين, حيث نصحت بأن تخرج التظاهرات في الطريق التي سيمر بها لافروف. المصدر: السياسة منشق يروي تفاصيل قمع الثورة السورية كشف آفاق محمد أحمد مدير مكتب رئيس قسم العمليات الخاصة بإدارة المخابرات الجوية السورية العقيد سهيل الحسن تفاصيل دور هذا الجهاز في قمع الثورة السورية. وتحدث آفاق -وهو من أبناء الطائفة العلوية- في مقابلة عبر سكايب من مكان لم يحدده حرصا على سلامته الشخصية عن دور هذا الجهاز وتخطيطه مسبقا لمجزرة مساكن صيدا في درعا والتي راح ضحيتها 120 من سكان القرى السورية، كما روى مشاهدته لاعتقال الطفل حمزة الخطيب، وكشف أسماء محققين كان لهم الدور الأبرز في التحقيق مع معتقلي الثورة. وقال إن مهمة قسم العمليات الخاصة بالمخابرات الجوية "تنفيذ التعليمات التي تصدر أوامرها عن القيادة العليا والتي تكون لها خصوصيتها من حيث توقيتها وأهدافها السياسية والأمنية والعسكرية". ولفت إلى أن أبرز ما قام به هذا القسم تنفيذ الضربة الأولى لدرعا بالتعاون مع الأمن السياسي في درعا بقيادة عاطف نجيب -مدير الأمن السياسي السابق بدرعا وابن خالة الرئيس بشار الأسد. وأضاف "عندما سقط شهداء بدرعا لأول مرة انتفضت حوران عن بكرة أبيها، وعلى الفور تم تشكيل مجموعة ضخمة بقيادة العقيد قصي مهيوب نائب رئيس فرع المنطقة الجنوبية في حرستا، وجهز مجموعة ضخمة وتوجه إلى درعا على الفور، وتم اقتحام الجامع العمري من قبل عناصر النخبة في المخابرات الجوية".