اللافت في اغتيال مرافق أسماء الأسد علاء مخلوف اختلاف الروايات -كما هي العادة في تناقضات النظام-، فالرواية الأولى تقول إن علاء قتل على طريق السويداء- دمشق بالقرب من قرية الشهبا بتفخيخ سيارته، أما الرواية الثانية فتقول إنه عثر على علاء بسيارته وقد أطلق عليه الرصاص ليقع قتيلا. وفي وسط الروايتين يظهر تنظيم لواء أحرار العلويين ليتبنى عملية الاغتيال بإعلان جريء يقول إن الهدف التخلص من فئة العلوية الكلازية (وهي إحدى فئات العلويين التي ينتمي إليهم مخلوف). وفي تفكيك رواية الاغتيال، أولا لم يسمع أحد من قبل بلواء العلويين الأحرار، وإن كان هذا اللواء فعلا قائما على الأرض فهو تابع لأجهزة المخابرات التي تشرف على مثل هذه التنظيمات، خصوصا أنها تجاهر بوجودها. أما بالنسبة لموقع الجريمة في محافظة السويداء، فالكل يعلم أن هذا الطريق من المحاور الأمنية المهمة للنظام السوري، ومادامت الحادثة وقعت على أرض محافظة السويداء فلا بد من أن يكون رئيس الأمن العسكري في محافظة السويداء وفيق ناصر مسؤولا عن هذا الخرق الأمني على أرض يسيطر عليها بأدق التفاصيل. وبين تبني أحرار العلويين ومسؤولية وفيق ناصر لا بد أن نعرف أن مسؤولية حرس زوجة بشار الأسد هي من صلاحيات الحرس الجمهوري، فضلا عن أن حرس زوجة الأسد لا يختلف كثيرا عن حرسه الخاص.. وإذا استبعدنا فرضية الخرق الأمني الصعبة، في ظل الهيمنة الروسية والإيرانية على حراسة الأسد وعائلته فلا بد من التسليم بنظرية التصفية الداخلية في محيط الأسد، ذلك أن علاء كان محط جدل في بلاط القصر الجمهوري كونه شابا يشرف على حراسة زوجة الرئيس. وهو منصب تتكالب عليه القيادات الأمنية السورية. ولن يجرؤ أي شخص على قتل مرافق زوجة «الرئيس» إلا وقد أخذ الضور الأخضر، أما إعلان العلويين الأحرار فما هو إلا مسرحية طفولية مكشوفة.