تضيّق أكثر مناحي حياتنا يوسّع بابا للانغلاق كنا نظنه قد أغلق. نصف إنسانا ونقول هو ملاك، ويَرِد هذا الاسم في القصائد أيضا ولا نعني بهذا الاسم تشبّها بالملائكة، إنما وجه الشبه لفظيٌ وليس حقيقا، وهذا وارد ويتقاطع أيضا في بعض الأسماء والصفات لله -عز وجل- كمالك أو عادل، فلا نقصد منها التشبّه بأسماء الله ولا منازعته في صفاته، إنما هي أسماء قد يتخذها الأهل لأبنائهم إعجابا بها وتفاؤلاً طيباً للمنادي والمنادى عليه، لا للتشبّه ولا للتزكية. لا الصفات الإلهية ولا خصائص الملائكة ستُمنح للبشر بمجرد التسمية. ثم ما هو وضع من اسمها «ملاك» وبلغت من العمر ما بلغت، هل تكمل حياتها أم أن للأحوال المدنية رغبة في تغيير الاسم واستبداله بآخر لا ترى فيه أي جهة محاذير عليه؟. لا أتخيل أن ترغمك جهة على تبديل اسم اخترته لطفلك عن قناعة ورغبة باسم آخر أيا كان!. ترك مساحة للناس تمارس فيها خياراتها الشخصية، وفق شعائرهم وما يعتقدون به من فكر ورأي يشعرهم بالراحة والتأقلم في مجتمعاتهم، ويعطي صورة جيدة عن المجتمع، أما تعقيد الأمور والتدخّل في ما هو من صميم الحريات لن يجلب إلا المزيد من التعقيد والانغلاق بدوافع شتى. كاتبة سعودية N_alsalmi@