بحمد الله وفضله ثم بتعاون المجتمع مع جهود الدولة باتباعهم تعليمات وزارة الصحة من التباعد الاجتماعي، ولبس الكمامات والحد من حضور أماكن التجمعات من مناسبات عامة أو عائلية إلا في أضيق الحدود، وبعد الأخذ بالإجراءات الاحترازية نلاحظ استمرار انخفاض عدد الإصابات وأعداد الوفيات والحالات الحرجة وثبات التعافي في مستويات أعلى من عدد الإصابات في أغلبها، وأن عدد الإصابات في تناقص مستمر حتى أن بعض المناطق لم تسجل فيها أي حالة في الكثير من الأيام الماضية ونسبة التعافي أكثر من 96٪، وتميل المؤشرات إلى الثبات والوصول للمرحلة الصفرية، أي النزول لمرحلة الخروج بإذن الله، فالحمد لله كل ذلك على الرغم من استمرار المسح الموسع، بينما أغلب دول العالم تعاني من عودة ارتفاع عدد الإصابات اليومية بأرقام قياسية في بعض دول العالم، مما أجبرها أو سيجبرها للعودة لإجراءات الحظر مجددا، وآخرها أيرلندا أجبرتها زيادة أعداد الإصابات والوفيات لفرض الحظر الكامل على عكس التوجه الأممي باستمرار رفع الحظر لصالح الاقتصاد. الوباء لم يختفِ والفايروس لم يتلاشَ، فعلى ماذا هذا التراخي واللامبالاة، فألفنا رؤية المخالفات ولم نعد نحرك ساكنا حتى لو بالنصح للمخالف، فأثره وضرره يتعدى نفسه للآخرين من أقارب، بل على المجتمع بالكامل، ويفسد منظومة عمل الدولة، ومن مظاهر هذه اللامبالاة عودة الحياة للأسف لما قبل كورونا، متناسين أن الوباء ما زال والفايروس يتوعد إن عدتم عدنا، حتى في برامج التلفزيون المباشر منها بالذات وأخبار ولقاءات المناسبات نجد أغلب الضيوف والمذيعين بدون كمامات، وإن وجدت فللزينة فلا تغطي الأنف والفم ومن مسافات قريبة. الفايروس لم يتلاشَ والعلاج لم يكتشف، وقد يكون من أسباب التهاون والتراخي ما يتناقل عن تجارب بعض المصابين الناجين بأن الأعراض كانت خفيفة، فقدان حاسة الشم وارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم، مما ولد نوعا من الاستخفاف بالمرض، متناسين أن أغلب الحالات عانت الأمرين من شدة وطأة آلام لا تحتمل ووهن شديد، وهذه تجربة حقيقية لطبيب وزوجته أصيبا بالمرض ولكن الأعراض تفاوتت، فهو مكث في المستشفى لما يقارب أسبوعين، أما زوجته فدخلت في مضاعفات، منها نزيف في البطن نتيجة أدوية مضادة للتجلط وهبوط في الضغط، مما استدعى دخولها العناية المركزة، وتوقف عمل الكلى أدى لتجمع سوائل في الجسم نتج عنه تورم في الرئة ونجت من الموت بفضل الله. الفايروس لم يتلاشَ ولكن الوعي يجب أن يرتفع. وكما أشرت في مقال سابق فإن الجوائح أو الكوارث الأممية تحكمها خطوط عريضة في التعامل معها للحفاظ على رتم وتناغم الجهود الأممي وجوائح الأوبئة تعتمد بدرجة كبيرة على الإنسان مواطنا ومقيما وقدرته على التفاعل مع تعليمات الجهات الصحية والأمنية المعنية بإدارة الأزمة، فمهما بذلت الدولة من جهود ووفرت من إمكانيات وصرفت من مبالغ لن تؤدي للنتائج المرجوة. فعلى قدر فرحنا واستبشارنا ونحن نجني ثمار التزامنا بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية علينا الاستمرار وبشعار لا تهاون حتى نصل للتعافي التام، فإني أناشد القارئ الكريم بأخذ الحذر في ملبسه ومجلسه وتصرفاته ومن يخالط، فانخفاض عدد الحالات الملموس لا يعني زوال المرض، فالله الله بأنفسكم وأهليكم، فلكل منا عزيز وحبيب وغالٍ فلا تتهاونوا ولا تستهتروا بالإجراءات الاحترازية حتى لا نكون فاقدين ولا مفقودين بإذن الله. كاتب سعودي drqahtani1@