بعد ثلاثة أشهر تقريباً من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية تم بالأمس تخفيف تلك الإجراءات والسماح للموظفين بالعودة لمواقع العمل وفتح العديد من المرافق المختلفة بما فيها المساجد والمطاعم والمقاهي والمطارات للرحلات الداخلية وغيرها من الأماكن العامة مع وضع أنظمة وقوانين وإرشادات مختلفة لكافة تلك المرافق. خطوة مهمة اتخذتها الدولة -رعاها الله- لإعادة الحياة مرة أخرى للمجتمع ولكن بمفهوم جديد فالجائحة مستمرة والفايروس موجود ولا يزال حراً طليقاً والدواء لم يتم اكتشافه بعد ولكن كان من الصعب الاستمرارعلى نفس النهج السابق وكان ولابد من أن يتشارك المجتمع والدولة في تحمل المسؤولية للعودة للحياة الطبيعية بشروط وضوابط مهمة جداً وفي مقدمتها الحفاظ على التباعد الاجتماعي والذي سيساهم في جعل الإصابة بالعدوى في أقل مستوى ممكن. المسؤولية علينا اليوم كمجتمع أصبحت مضاعفة إذ علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لنتعاون لنحمي أنفسنا وجميع من نحب من خلال اتباع السلوكيات الصحية والوقائية والحرص على الفئات الأكثر خطورة للتعرض للمضاعفات في حال الإصابة -لا سمح الله- واتباع الأدلة التوعوية والمتضمنة أهم الإرشادات الوقائية لأن سلامتهم حق وواجب علينا، ولا أحد منا يريد أن يؤذي نفسه أو يؤذي والدته أو والده أو أي أحد من أقاربه أو من أفراد المجتمع بسبب عدم التزامه بتلك الإجراءات والاستهتار والتفريط في الأخذ بكافة الاحتياطات لحماية الآخرين. وجود الحظر الكامل خلال أيام العيد وتخفيف الحظر ابتداءً من يوم أمس قد يساهم في بعض التجاوزات فقد ينطلق الكثير لزيارة عوائلهم للسلام عليهم بعد انقطاع وقد يتضمن ذلك المصافحة والعناق وقد ينسى البعض ارتداء الكمامات أو تغطية الفم بشكل عام وقد يشارك البعض في حضور بعض ولائم الغداء والعشاء في حين قد يخرج آخرون للمطاعم والمقاهي والمنتزهات والأسواق متجاهلين العديد من (البروتوكولات) التفصيلية والدقيقة والمنظمة والتي شملت معظم القطاعات الحيوية. المرحلة الحالية في مواجهة هذه الجائحة تعتمد -بعد توفيق الله- على التزام المجتمع وامتثاله بكافة الإجراءات الاحترازية والارشادات فنحن اليوم ما زلنا في وسط الجائحة ونحتل المركز ال17 عالمياً في عدد الإصابات طبقاً لمرصد جامعة جونز هوبكنز حيث وصل عدد الإصابات إلى يوم أمس أكثر من 85,000 إصابة في حين وصل أعداد المتعافين حوالى 62,000 حالة مما يعني أن الحالات النشطة في حدود 23,000 حالة منها فقط حوالى 384 حالة حرجة مما يجعل الوضع تحت السيطرة. الدولة -رعاها الله- تسيطر اليوم على الوضع بشكل كبير وعلينا اليوم كمجتمع أن نتحمل المسؤولية ونعود لحياتنا الجديدة بحذر فنطبق كافة الإجراءات الاحترازية الصحية والإرشادات المطلوبة وفي مقدمتها غسل الأيدي ولبس الكمامة والبعد عن التجمعات لنتجاوز هذه الجائحة خلال الفترة المقبلة.