بعد أن لمع نجم السوري عمر خربين في أول مواسمه مع الهلال وتملك قلوب الكثير من عشاقه، بات اليوم في نظر الكثيرين منهم عبئاً على تشكيلة الروماني رازفان لمستواه المتذبذب وإصاباته المتكررة ونجوميته التي اختفت منذ نهائي آسيا قبل 3 سنوات، ما جعل أفضل لاعب في آسيا 2017 تحت ضغوطات كبيرة خلقها لنفسه مع غيابه عن مستواه الذي عُرف به في أول موسمين، حين كان المهاجم الأول للأزرق في الموسم الأول، الذي لعب خلاله 33 مباراة سجل فيها 24 هدفا وصنع 6 وحقق مع الأزرق الدوري وكأس الملك وهداف دوري ابطال آسيا، في حين فقد ثقة مدربيه في الموسم الثاني بسبب هبوط المستوى وانشغاله عن تطوير نفسه والاستسلام للضغوطات، بحسب ما يراه محللون في علم النفس الرياضي. يقول أستاذ علم النفس الإكلينيكي المشارك بجامعة شقراء المهتم بعلم النفس الرياضي والعلاج النفسي الدكتور عبدالله الفهري ل«عكاظ»: تأثير الضغوطات النفسية على عمر خربين وارد في الرياضة، إذ يواجه لاعبو كرة القدم الضغوط النفسية الناتجة عن أداء المباريات ويتأثرون بها، مثل التوتر والقلق والخوف والانفعال، كما أن الإجهاد والتوتر العصبي أحد أسباب الاحتراق النفسي، لذا فإن اللاعب المُعد نفسياً بشكل صحيح تزداد لديه حالة الاستعداد والتأهب للاستجابة والثقة بالنفس، وعليه التركيز على النواحي الإيجابية التي تساعده على أداء أفضل. وحول علاقة الضغط النفسي بهبوط مستوى اللاعب المحترف السوري في صفوف الهلال عمر خربين، قال خربين من الواضح أنه محور اهتمام الجمهور الهلالي المنقسم حوله إلى نصفين بين استمراره من عدمه، قسم يرى بقاءه وإعطاءه فرصة أخرى، والآخر يرى أن رحيله بات ضرورة، وبين هذا وذاك من الطبيعي أن يشعر اللاعب بهذه المؤثرات، وسيصطدم بها في الشارع والنادي أو من خلال ردود فعل الجمهور في وسائل التواصل الاجتماعي. خربين يسعى إلى أن يتجنب الإخفاقات النفسية الناتجة عن عدم التكيف النفسي مع المشكلات التي تواجه اللاعب من الجمهور أو الإعلام أو الإدارة أو الجهاز الفني، فبين إعلان الرغبة في بيع عقده، وبين إعطائه فرصة في أول مباريات الدوري اللاعب يعيش تحت ضغط نفسي، ويتجلى ذلك في عدة أعراض؛ عدم التركيز وتقديم الأفضل وردود فعله السلبية. ولتجاوز الضغط النفسي يحتاج خربين إلى مختص في علم النفس الرياضي وخبير في التهيئة النفسية يعزز ثقته لتجاوز هذا الضغط الذي تسبب في انخفاض مستواه، فعلماء علم النفس الرياضي يجمعون على أن الإعداد النفسي للاعب له دور فاعل في المباريات المختلفة وله دور كبير في تنظيم السلوك الحركي للاعب وكذلك الاستجابات الحركية خلال الاشتراك بالأنشطة الرياضية المتنوعة، كذلك على اللاعب أن يجلس مع الإدارة ليحل مشكلة بقائه من عدمه. وأمام هذه المستويات، يرى بعض جمهور الهلال أن رحيله بات مطلباً في ظل تألق قوميز والشهري ووجود بدلاء شباب، وهو ما يبدو أنه مسألة وقت ما لم يعد عمر بشكل مبهر في فرصته الأخيرة.