كشفت صحيفة «نورديك مونيتور» السويدية أن «حمزة يرليكايا»، كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عضو مجلس إدارة بنك (وقف)، ثالث أكبر بنك تملكه الدولة في البلاد، هو أحد أعضاء جماعة متطرفة إرهابية تدعى «جبهة غزاة الشرق العظمى الإسلامية (IBDA-C)»، وتم تصنيف المجموعة منظمة إرهابية من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. ووفقاً لتحقيق أجرته الصحيفة ونشرته مؤخراً، فإن مجموعة «IBDA-C» تبنت عدداً من الأعمال الإرهابية في تركيا في الماضي. بما في ذلك الاشتراك في مؤامرة بالتعاون مع تنظيم القاعدة في تنفيذ تفجيرات إسطنبول عام 2003 بمعبدين يهوديين، وفرع بنك HSBC والقنصلية العامة البريطانية، إضافة إلى تبني الهجوم على القنصلية الأمريكية العامة في إسطنبول عام 2008، كما ثبت تورط المجموعة في قتل العشرات في التسعينات. وتم القبض على زعيم الجماعة «صالح عزت إردش»، المعروف لدى أتباعه باسم القائد (صالح ميرزابيو أوغلو)، في ديسمبر 1998 لقيادته جماعة إرهابية مسلحة وحُكم عليه بالسجن المؤبد. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس أردوغان أحضر «يرليكايا» إلى البرلمان في عام 2007 على بطاقة حزب العدالة والتنمية الحاكم، ثم عينه لاحقاً نائب وزير الشباب والرياضة، حيث عمل سابقاً مستشاراً. وفي عام 2015، أصبح مستشارا رئيسيا للرئيس. ثم تم تعيينه عضوا في مجلس إدارة بنك (وقف) الذي تديره الدولة في يونيو 2020، وهو ما أثار انتقادات واسعة بين أحزاب المعارضة بسبب تاريخه الإرهابي. وألمحت الصحيفة إلى أن أردوغان نفسه الذي يعود انتماؤه إلى حركة (أكنجيلار) المتطرفة وتعني الغزاة، في أواخر السبعينات، وهي مجموعة منفصلة عن «IBDA-C» ولكن تشاركها نفس الأهداف، لم يساعد «يرليكايا» في الحصول على منصب مهم في الحكومة فحسب، بل ضمن له إطلاق سراح زعيم المجموعة الإرهابية من السجن. وأوضح التحقيق أن «IBDA-C» تعتبر مسؤولة عن تجنيد الجهاديين الأتراك الذين ينتهي بهم المطاف في سورية للقتال مع تنظيمي (القاعدة) و(داعش). ويقوم عمل المجموعة على جبهتين، إحداهما الأنشطة القانونية مثل المنشورات والمواقع الإلكترونية والمؤتمرات والتجمعات والمعارض التي تعمل كقناة لنشر الأفكار وتوجيه الأعضاء حول أيديولوجية «IBDA-C»، والأخرى تمجد أسامة بن لادن الزعيم الراحل للقاعدة وتعتبر وفاته استشهادا، كما تعتبر الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل أكبر الإرهابيين. على الجبهة غير القانونية، تتكون خلايا «IBDA-C» عادة من 3 إلى 5 أشخاص وتعمل بشكل مستقل عن بعضها بعضا. إنهم يقررون الهدف والتوقيت والتكتيكات ويقومون لاحقا بنشر خططهم وأدائهم ونتائجهم. نظرا لكون قدراتهم ومواردهم وقوتهم البشرية محدودة. وتعتبر وسائل الإعلام والمساجد المنتمية إلى الجماعات المعادية والسفارات الأجنبية أهدافا طبيعية لهم، يبحث أعضاء الخلية عن الهجمات المثيرة التي تولد المزيد من الأخبار. وفي عام 2003، صرح نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض آنذاك علي توبوز، أن أردوغان كان أحد القادة الأصليين ل«IBDA-C». كما أشار إلى أن المجرمين المدانين من المجموعة كانوا يعملون لدى بلدية إسطنبول عندما كان أردوغان رئيسا لبلدية المدينة، إلا أن أردوغان نفى هذه المزاعم آنذاك.