أعترف بأن عبء الإشراف على تعليم أبنائي عن بعد يكاد يفوق طاقتي، فالعملية أكثر تعقيدا من تلقي التعليم في المدرسة، حيث يكون التواصل بين المعلم والطالب مباشرا ويتم إنجاز الفروض والأعمال، ويتم تقييم الطلاب بواقعية وإنصاف، وبت أعتمد على أبنائي في التلاقي معي عند منتصف الطريق ! واليوم المدرسي في منزلي يبدأ من التاسعة صباحا وينتهي عند السابعة وأربعين دقيقة، لأن من أبنائي من يدرس في المرحلتين المتوسطة والابتدائية، وبالتالي فأولياء الأمور يحتاجون لطاقة هائلة ليس لمتابعة التزام أبنائهم بحضور حصصهم عن بعد بل وتكريس الانتباه لها، ثم بعد ذلك يأتي دور إنجاز الفروض وأوراق العمل التي تستهلك ما تبقى من طاقة ووقت ناهيك عن تصويرها وإرسالها عبر الواتس لكل معلم مادة على حدة ! وهناك تحد حقيقي يواجهه الأبوان في تقاسم المسؤولية أو توزيع الوقت بين التزاماتهما تجاه وظائف عملهما خارج المنزل ومسؤولياتهما تجاه بقية الأسرة داخل المنزل، ويزيد هذا التحدي من الإرباك إذا كان أحدهما أو كلاهما يعملان في قطاع التعليم سواء الحكومي أو الخاص، وكل ما أخشاه أن نصل إلى مرحلة ينكسر فيها العود إذا طال أمد أزمة الجائحة واستمرار التعليم عن بعد حتى نهاية العام ! وبرأيي ستجد وزارة التعليم نفسها في مأزق تقييم التحصيل التعليمي للطلاب، ولا أقصد هنا التقييم بواسطة الاختبارات وإنما قياس الفائدة الفعلية واستيعاب الطلاب لما تلقوه من حصيلة علمية عن بعد ! لذلك من المهم معرفة الانعكاسات المحتملة لتأثير هذه المرحلة التعليمية الاستثنائية على المراحل التعليمية القادمة وإيجاد حلقة وصل تساهم في الربط بين مرحلتي التعليم عن بعد والتعليم الحضوري عند استئنافه حتى لا يشعر هذا الجيل بهوة تعيق مسيرته التعليمية ! K_Alsuliman@ [email protected]