أربك إعلان رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج الاستقالة في أكتوبر القادم وتسليم مسؤولياته لسلطة جديدة، حسابات النظام التركي. وعبرت أنقرة عن غضبها وانزعاجها الشديد من قرار حليفها التنحي. وكشف الرئيس رجب أردوغان اليوم (الجمعة)، أن بلاده منزعجة من قرار السراج التنحي عن رئاسة حكومة الوفاق. وتقدم تركيا الدعم العسكري للوفاق بنقل المرتزقة السوريين لدعم مليشياتها في طرابلس على الرغم من توقيعها اتفاقاً دولياً في برلين يقضي بعدم التدخل في الشؤون الليبية مطلع العام الحالي. ولم يستبعد مراقبون سياسيون، أن يؤدي رحيل السراج إلى خلافات داخلية جديدة بين كبار المسؤولين في الوفاق والمليشيات المسلحة من طرابلس ومصراتة التي ينتمي إليها وزير الداخلية فتحي باشاغا. وفيما لا يزال الغموض يحيط بمصير الأزمة الليبية والحراك الدولي بشأنها، يتوقع أن يتوجه رئيس البرلمان عقيلة صالح خلال أيام إلى موسكو قبيل اجتماعات مرتقبة في جنيف بعد لقاءات المغرب التي أعلن المشاركون فيها قبل أيام تحقيق نتائج إيجابية. واستبق الجيش الوطني الليبي اجتماعات جنيف المرتقبة لاختيار سلطة جديدة، وشن هجوماً غير مسبوقٍ على رئيس مجلس الدولة الموالي للوفاق خالد المشري. وانتقد المتحدث باسم الجيش أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي في بنغازي، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية أمس (الخميس)، بشدة المشري، متهماً إياه بالخيانة وخدمة الإخوان. كما اتهمه بتلقي أموال خارجية من قطروتركيا بغية خدمة جماعة الإخوان التي يعد أحد أبرز قياداتها الحالية. ومع إعلان السراج عزمه الاستقالة الشهر القادم أثيرت التساؤلات حول الوضع في طرابلس، ومصير العديد من الوجوه والفصائل والمليشيات المتنافسة. ورجح مراقبون للشأن الليبي، أن تزيد تلك الخطوة الغموض السياسي في طرابلس والاقتتال الداخلي بين الفصائل والمليشيات المتنافسة في الائتلاف الذي يهيمن على غرب ليبيا. وقال الباحث السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية طارق المجريسي: «هذه فعلاً ضربة البداية لجولة جديدة من المناورات لما سيأتي بعد ذلك».