فجأة ودون أي مقدمات أطل علينا العديد من مقدمي ومقدمات دورات التنمية البشرية وتطوير الذات بمحتويات مختلفة، كان لها أثر إيجابي في علاج بعض الجوانب الحياتية، أقلها إعطاء بصيص من الأمل وبعض الجرعات الإيجابية المكثفة في التعامل مع ضغوط الحياة والتكيف معها وتخطي الأزمات وكيفية التعامل مع مختلف الشخصيات وتخطي الصدمات من جبر الخواطر ونحوه كنوع من العلاج الكلامي المؤثر. في رأيي الشخصي، لو تم تدريس هذه المقررات بشكل رسمي في مختلف المراحل الدراسية لخرجنا بفوائد عدة، لعل أهمها التركيز على مفاهيم اجتماعية عدة، منها تنوع الأفكار واختلاف الشخصيات وكيفية التعامل معها واحترام الآخر وتقبل الاختلاف، وارتفاع مستوى الوعي وتقوية الشخصية وبناء الثقة في النفس والتعرف على الحقوق والواجبات وتهيئة الفرد لمواجهة الجمهور. وأعتقد أن تدريس مناهج تطوير الذات في مدارسنا يسهم في تقليل مستوى الصدمات النفسية التي يتلقاها الفرد بعد الاحتكاك بالمجتمع والناس، والتي بعدها يضطر إلى حضور سلسلة لا متناهية من الدورات. ومن الإيجابيات لتدريس تطوير الذات أنه يوقف الاستنزاف المادي الذي قد يعانيه البعض من الالتحاق بتلك الدورات، وربما يعزف عن حضورها نظرا لضيق ذات اليد، وعدم توفر رسوم الدورة، لتباين أسعارها ومنعا لاستغلال المهنة من غير المختصين بها. كلي أمل أن تدرس هذه المواد في مختلف المراحل بما يتناسب مع أعمار الطلاب والطالبات لتهيئة جيل واعٍ وقوي في مواجهة الحياة.