كأن ما بين أدوية حمى الملاريا والآمال في أن تكون دواء شافياً من وباء فايروس كورونا الجديد علاقة استعصى على السياسيين فصمُها. فبعد الجدل الكثير الذي أثارته مساع لتجربة عقار هايدروكسيكلورين المعروف لهذا الغرض، التي انتهت بفشله في تحقيق تلك التوقعات؛ قفز إعلان شركة شن بونغ فارماسوتيكال الكورية الجنوبية أنها دخلت المرحلة الثانية من تجارب سريرية لمعرفة قدرة عقار برياماكس الذي ابتكرته لعلاج الملاريا على مداواة كوفيد-19، بسعر سهمها بنسبة 1923% في البورصة الكورية. وتخصصت هذه الشركة التي أسست قبل 58 عاماً في صنع أدوية الديدان الطفيلية. ويتوقع أن تنتهي التجارب على دواء برياماكس المتعلقة بكوفيد-19 في ديسمبر القادم. وكانت حماسة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لعقار هايدروكسيكلوركين حدت بهيئة الغذاء والدواء الأمريكية في مارس الماضي إلى إصدار ترخيص مؤقت لتجربته في معالجة مرضى كوفيد-19. لكن الهيئة اضطرت إلى وقف الترخيص في يونيو، بعدما ثبت عملياً أنه لا يُشفي مرضى كوفيد-19. وأضحت شركة شن بونغ الثانية الأكثر تداولاً لأسهمها في كوريا، بعد شركة سامسونغ للإلكترونيات. وعلى صعيد آخر، قال رئيس شركة فايزر الدوائية العملاقة ألبرت بورلا الليل قبل الماضي إن من «المحتمل» أن تتيح فايزر لقاحاً أنتجه علماؤها قبيل انتهاء السنة الحالية. وأضاف، في مقابلة مع برنامج «واجه الأُمة» على شبكة سي بي إس التلفزيونية الأمريكية، إنه «مطمئن تماماً» إلى أن اللقاح الذي تطوره فايزر بالتعاون مع الشركة الألمانية بيونتك مأمون، وقد يكون متاحاً للشعب الأمريكي قبيل حلول سنة 2021، إذا وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدامه. ومن ناحية أخرى، قال الرئيس التنفيذي لمعهد الأمصال الهندي أدار بوناوالا، في مقابلة نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أمس، إنه قد لا تكون هناك كميات كافية من الأمصال لكل شخص في العالم حتى نهاية سنة 2024 على أقل تقدير. وأوضح بوناوالا -الذي تعتبر شركته من بين أكبر منتجي اللقاحات في العالم- أن شركات الأدوية لم تقم بزيادة طاقاتها الإنتاجية إلى درجة تجعلها قادرة على تلبية الكميات الضخمة التي يتطلبها تطعيم مليارات البشر في وقت وجيز. مستشفيات تسمح للأقارب بزيارة مرضى كوفيد ! بدأ عدد متزايد من مستشفيات بلدان أمريكا اللاتينية يتيح للأقارب عيادة مرضى كوفيد-19 الذين يحتضرون في تلك المرافق، بشرط ارتداء درع الوجه، والكمامة، وزي الحماية الشخصية الكامل. وقال أشخاص أفادوا من تلك التسهيلات إنه على رغم فاجعتهم، إلا أن وقوفهم بالقرب من مرضاهم قبل مفارقتهم الحياة أتاح لهم شعوراً بالراحة النفسية. كما أن زيارة مرضى كوفيد-19 في المشافي في أوروبا والولايات المتحدة غدا متزايداً أيضاً. وكانت بريطانيا خففت القيود على منع عيادة مرضى كوفيد-19 منذ مارس الماضي، بعدما أعلن أن طفلاً في الثالثة عشرة من عمره، يدعى إسماعيل محمد عبد الوهاب، توفي وحيداً في أحد المستشفيات، بسبب هذا الوباء. وبعدما منعت ألمانيا عيادة أي مريض في المستشفى في بعد اندلاع جائحة فايروس كورونا الجديد، عمدت إلى تخفيف القيود في مايو، مع مراعاة التدابير الوقائية اللازمة. ويسمح للمنومين بكوفيد-19 في برلين بأن يزور كل منهم شخصا واحدا يومياً. وفي إسبانيا بات مسموحاً لمرضى كوفيد-19 بأن يستقبلوا زوارهم في ظل تدابير مُحكمة. لكن زيارة مرضى كوفيد-19 لا تزال محظورة في إيطاليا. وفيما لا تزال هذه الزيارات ممنوعة في عدد من بلدان أمريكا الجنوبية؛ إلا أن بعض المشافي في البرازيل وتشيلي بدأت تسمح بها. كما أن نحو 11 مشفى في الأرجنتين أضحت تتيح للمنومين بكوفيد-19 باستقبال أقربائهم، حتى في غرف الإنعاش الفائق. وغالباً يتم السماح بالزيارة لمدة ربع ساعة فقط، تحت رقابة الكادر الطبي. ويسمح أحد مستشفيات الأرجنتين للأشخاص المعوقين المصابين بكوفيد-19 بمرافق دائم، بشرط أن يعزل المرافق نفسه في المنزل لمدة 14 يوماً بعد مغادرته المستشفى. ويقول أطباء في البرازيل إنهم يسمحون لأقارب المرضى المحتضرين بزيارتهم، بشرط أن يكون الزائر من الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، وأن يرتدي زي الحماية الشخصية. ويرى أطباء أن عيادة المحتضر قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة مغامرة يرى غالبية الأقارب أنها تستحق أن تُخاض، ما دام سيقوم بتوديع قريبه قبل وفاته.