خضعت تركيا للضغوط الدولية والتهديد الأوروبي بفرض عقوبات عليها جراء أعمال التنقيب في شرق البحر المتوسط، وعادت أمس (الأحد) سفينة التنقيب «أوروك ريس» التركية إلى ميناء أنطاليا. ورحبت الحكومة اليونانية بتلك الخطوة، بعد أن فجر إرسال السفينة إلى منطقة متنازع عليها شرق البحر المتوسط في يوليو الماضي، للبحث عن النفط والغاز في المياه، مزيدا من التوتر بين البلدين. واعتبر المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، أمس، أن هذه إشارة إيجابية. سنرى كيف تتطور الأمور لإجراء تقييم مناسب. يذكر أن اليونان أكدت سابقا ألا تفاوض مع أنقرة قبل وقف «الاستفزازات التركية»، بينما سعت ألمانيا والحلف الأطلسي إلى التوسط لحل تلك الأزمة. وأدى الخلاف على احتياطيات النفط والغاز إلى حشد عسكري في شرق البحر المتوسط من قبل عدة أطراف، كما فاقم الخلاف التركي الأوروبي. وأرسلت تركيا واليونان، وهما عضوتان في حلف الناتو، سفناً حربية إلى المنطقة، حيث كانت السفينة «أوروك ريس» منخرطة في أبحاث، وأجرتا تدريبات عسكرية. وتصاعدت حدة التوتر في منطقة شرق المتوسط بسبب مطالبات متبادلة بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى بأحقية كل طرف في المناطق البحرية التي يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي. ودخلت الولاياتالمتحدة (السبت) على خط هذا الملف، وأعرب وزير الخارجية مايك بومبيو، عن قلق بلاده من تحركات تركيا في منطقة شرق البحر المتوسط، داعيا إلى التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمةالمحتدمة حول الموارد الطبيعية في البحر. وقال خلال زيارة خاطفة إلى قبرص التقى خلالها الرئيس نيكوس أناستاسياديس «تحتاج دول المنطقة للتوصل دبلوماسيا وسلميا إلى حل لخلافاتها بما في ذلك ما يتعلق بقضايا الأمن ومصادر الطاقة». وحذر من تصاعد حدة التوتر العسكري، مؤكدا أنه لن يساعد أحدا سوى أولئك الخصوم الذين يرغبون في رؤية الانقسام في وحدة الدول عبر الأطلسي. وفي مؤشر آخر على التراجع والإذعان التركي، قال مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي، إن التواصل بين تركيا ومصر ضروري رغم الخلافات بين رئيسي البلدين، ووصف الجيش المصري ب«جيش أشقائنا». وقال أقطاي في مقابلة نقلتها وكالة الأناضول الرسمية التركية أمس، إن لا معلومات دقيقة لديه حول تفاهمات بين أنقرة والقاهرة حول ليبيا لكن: «حسبما أسمع وأرى فإن هناك تقاربا وتواصلا بين الأطراف»، على حد قوله. وأضاف: لا بد أن يكون هناك تواصل بالفعل بغض النظر عن أي خلافات سياسية بين الرئيس أردوغان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فالحكومتان والشعبان يجب أن يتقاربا. وزعم أقطاي أن بلاده لا تحتل ليبيا بل تحاول إحلال السلام وتسليمها لأهلها. وأعرب عن أمل تركيا بأن «تتبع مصر هذا النهج». وتابع قائلا: «لو اتفقنا (مع المصريين) على هذا الأمر، فستكون كل مصالح المصريين مصونة، بينما يجب على المُحتلين الذين يريدون احتلال ليبيا أن ينسحبوا منها»، حسب قوله. وأعاد مستشار أردوغان التأكيد على أن الجيش المصري لن يقاتل نظيره التركي في ليبيا، وقال: «الجيش المصري جيش عظيم، نحن نحترمه كثيرا، لأنه جيش أشقائنا»، بحسب قوله.