رغم تذمر البعض من آلية الدراسة عن بعد، إلا أنها أفرزت العديد من الإيجابيات، يأتي في مقدمتها الحد من تفشي الأمراض المعدية في المجتمع خصوصا في ظل انتشار جائحة فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19). كما أن من إيجابيات التعليم عن بعد من المنازل، أنه وفر على أولياء الأمور كثيرا من التكاليف التي كانوا يتحملونها بانطلاق العام الدراسي. ومن ذلك على سبيل المثال الزي المدرسي وما يتبعه من عناء في التفصيل والإرجاع، إضافة إلى الأحذية والحقائب التي تستنزف ميزانية الأسر كثيرا. وانخفضت النفقات التي كانت تخصص سنويا للقرطاسيات، فلم تعد بالحجم الذي كانت عليه في السنوات الماضية، فأصبح الطلاب والطالبات يكتفون بالنزر اليسير من الدفاتر والأقلام، لاسيما أن المعلمين لا يطلعون على الواجبات المنزلية مثلما كانوا في التعليم الحضوري. ووفر التعليم عن بعد على الأسر والدولة تكاليف النقل المدرسي، بتلقي الطلاب دروسهم من منازلهم، إضافة إلى أنه قلص الميزانيات المخصصة لصيانة المدارس وفواتير الماء والكهرباء والنظافة، في ظل عدم تردد الطلاب عليها. وهناك إيجابية كبرى من التعليم عن بعد، تمثلت في اختفاء ازدحام الطرق الحيوية في المدن، التي تبدأ مع ساعات الصباح الأولى بتوجه الطلاب والطالبات إلى مدارسهم، وعودتهم إلى المنازل ظهرا، ويكون ذلك عادة بالتزامن مع ذهاب الموظفين إلى أعمالهم وقت الذروة، ما يستنفر الجهات المختصة وفي مقدمتها المرور، لتنظيم حركة السير ومباشرة الحوادث التي تزداد احتمالات وقوعها في ذلك الوقت.