سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
2.5 بليون ريال حجم سوق القرطاسية في المملكة ... و500 ريال متوسط إنفاق الطالب عليها سنويا . مواسم الصيف و "رمضان" و "العيد" والعودة للمدارس ... تستنزف موازنة الأسرة السعودية
تلقى السعوديون وخصوصاً أصحاب الدخل المنخفض أربع ضربات متتالية أرهقت موازناتهم وزادت الأعباء عليهم، خصوصاً أن تلك الضربات جاءت متزامنة، وتمثلت في مواسم الإجازة الصيفية وشهر رمضان وعيد الفطر المبارك ثم موسم العودة إلى المدارس، إذ زادت تلك المواسم معدلات إنفاق الأسر السعودية، ما يدفع الكثيرين إلى الاقتراض لتغطية المصاريف. ورصدت"الحياة"في جولة على بعض القرطاسيات والمكتبات ومحال"أبوريالين"والهايبر ماركت حالاً من الرواج في الأيام الجارية استعداداً لبدء الموسم الدراسي، وتنافساً للحصول على أكبر حصة من تلك السوق التي يقدر حجمها ب2.5 بليون ريال، فيما أطلق عدد من الهايبر ماركت عروضاً مغرية على الشراء. ويؤكد متعاملون في سوق القرطاسيات في حديثهم مع"الحياة"أن سوق القرطاسية تشهد نمواً سنوياً وزيادة في الطلب على المستلزمات المدرسية. وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة مجموعة جرير ناصر العقيل:"إن أسعار المستلزمات المدرسية لم تشهد زيادة في الأسعار العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، غير أن هناك زيادة في الطلب خصوصاً على الحقائب المدرسية بنسبة 30 في المئة"، مشيراً إلى أن معظم الحقائب يتم استيرادها من الصين بعد تجميعها، إذ تأتي معظم المواد التي تدخل في تصنيعها من إسبانيا أو اليونان. وحذّر العقيل من أن سوق القرطاسيات تعج بالكثير من البضائع متدنية الجودة، وقال:"التجار الصينيون باتوا يعانون تسمية أية بضاعة رديئة بأنها صناعة صينية، حيث يوجد في الصين حقائب مدرسية ب20 دولاراً وذات جودة جيدة، وهناك حقائب مدرسية أخرى بدولار واحد، وهي منعدمة الجودة"، لافتاً إلى أن محال"أبوريالين"تعرض بضائع متدنية الجودة مصنوعة في الصين بحسب طلب المستورد الذي يرغب في أقل قيمة على حساب الجودة. من جانبه، قال مدير قرطاسية منارة البلاد محمد الحمودي:"تشهد سوق المستلزمات المدرسية رواجاً كبيراً خلال الأيام الجارية، وهذا موسم الذروة لجميع المكتبات والقرطاسيات في المملكة، وهو موسم يستمر مدة شهر". وأشار الحمودي إلى أن غالبية الدفاتر المدرسية الموجودة في الأسواق السعودية مصدرها إندونيسيا، إذ توجد فيها غابات كثيرة مليئة بالأخشاب التي يصنع منه الورق. وأكد أن الأسعار لم ترتفع مقارنة بالعام الماضي، في مقابل زيادة الطلب، موضحاً أن أسعار الجملة للدفاتر المدرسية من نوع"روكو"60 ورقة والتي تحوي 8 درازن تصل إلى 168 ريالاً، أي أن قيمة الدفتر الواحد بالبيع بالتجزئة يصل إلى 1.75 ريال، أما دفاتر 80 ورقة والتي تحوي 6 درازن فيصل سعرها إلى 147 ريالاً، أي أن قيمة الدفتر الواحد بالبيع بالتجزئة يصل إلى 2.04 ريال". وأشار إلى أن أسعار الحقائب المدرسية الموجودة في السوق تراوح بين 30 و80 ريالاً، مؤكداً أنه يوفر في كل عام عشرات الآلاف من الحقائب المدرسية التي يتم تصنيعها في الصين، مشيراً إلى أن غالبية الحقائب التي تتوافر في القرطاسيات يتم تصنيعها أو تجميعها في الصين. وعن كميات الدفاتر التي يوفرها خلال موسم البيع كل عام أفاد بأنه يقوم بتوفير 20 إلى 30 ألف دفتر من جميع الأنواع والأحجام، مبيناً أنه ليس هناك أقبال كبير على الشراء بالتجزئة من المستلزمات المدرسية بعكس زيادة الشراء بالجملة خصوصاً من المدارس والمكتبات في مدينة الرياض. مردفاً أن متوسط صرف الأسر السعودية على شراء المستلزمات المدرسية في كل عام 1000 ريال وذلك بحسب حجم كل أسرة. من ناحيته، قدّر المدير المالي في إحدى المكتبات عبدالله الشهري، حجم سوق القرطاسية بنحو 2.5 بليون ريال، وتشهد نمواً جيداً سنوياً، ويوجد زيادة في الطلب على الحقائب المدرسية بأكثر من 20 في المئة. ولفت الشهري إلى تراجع الطلب على الدفاتر المدرسية، بسبب الاعتماد على الحاسب الآلي والأجهزة الذكية وأوراق التحضير، مشيراً إلى أن متوسط إنفاق الأسرة السعودية التي لديها طالبان على مستلزمات الدراسة يبلغ 1000 ريال كل عام، وفي حال زيادة عدد الأبناء يزيد الصرف على المستلزمات المدرسية. تراجع شراء الدفاتر بنسبة تراوح بين 30 و50 في المئة أوضح عبدالحليم الطويل مسؤول في إحدى القرطاسيات أن الإقبال على الدفاتر المدرسية انخفض بنسبة 30 إلى 50 في المئة، خصوصاً أن الطالب يقوم حالياً بحل الواجبات في الكتب المدرسية التي تعطى له بدلاً من الاستعانة بالدفاتر المدرسية. مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم أصدرت تعميماً يلزم الطلاب والطالبات بالتحضير على أوراق A4 بدلاً من الدفاتر المدرسية، وهذا القرار يطبق على المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وفي حال طبق على المرحلة الثانوية، فإنه سيتسبب في تراجع حاد في شراء الدفاتر المدرسية. وأشار إلى أن شركات صينية تقوم بإجراء استبيانات لتحديد أفضل الشخصيات الكرتونية المفضلة لدى الأطفال لوضعها على الحقائب التي تشهد تجديداً في التصاميم والأشكال والأحجام كل عام، مشيراً إلى أنه يقوم بشراء آلاف الحقائب حديثة التصاميم في كل عام بسعر الجملة من أجل توفير خيارات مختلفة للطلاب والطالبات. مواطنون: مستلزمات المدارس صداع بداية العام الدراسي فيما أكد أصحاب مكتبات وقرطاسيات أن أسعار المستلزمات المدرسية لم تشهد ارتفاعاً، رأى مواطنون في حديثهم إلى"الحياة"أن هناك زيادة في الأسعار، إذ يقول المواطن حباب السناني إن المكتبات ومحال القرطاسية تظل مدة طويلة من دون عمل، ويقوم الكثير من أصحاب المكتبات برفع أسعار القرطاسية قبل بداية موسم الدراسة لتعويض فترة الركود الممتدة طوال العام، إضافة إلى تقديم عروض مخفضة على بعض البضائع المخزنة منذ وقت طويل، مشيراً إلى أن هناك بعض المكتبات لا تزال أسعارها معقولة. وأكد السناني أن مستلزمات الدراسة تستنزف جيوب أولياء الأمور، وتؤثر في موازنة الأسرة الخاصة وخصوصاً الأسر محدودة الدخل. أما المواطن صالح السلمي وهو أب لثلاثة طلاب، فطالب بالتنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التجارة والصناعة لتكليف لجنة مختصة تتولى ضبط أسعار مستلزمات المدارس والحد من التجاوزات، مضيفاً:"تكاليف شراء المستلزمات المدرسية الجديدة أصبحت تؤرق أولياء الأمور في كل عام بسبب ارتفاع أسعارها الملاحظ، بل إن بعض هذه المستلزمات المدرسية تحولت من الكماليات إلى الضروريات التي لا يمكن لطالب أو ولي أمر أن يتجاهلها". وشدد على ضرورة"وضع حد لارتفاع المتطلبات المدرسية التي تبلغ حوالى 600 ريال لكل طالب أو طالبة، وهذا مبلغ مكلف، وبخاصة أن بعض المحال تستغل مناسبة العودة للمدارس بزيادة أسعار بعض المستلزمات، إذ إن ذلك يعد موسماً وفرصة لا تعوض، ويجب مراقبة الأسعار وإعادة النظر في هذا الأمر لأن ما يحدث يرهق كاهل أرباب الأسر". أما المواطن فهد الحربي فأوضح أنه يفضل شراء مستلزمات أبنائه من محال"أبو ريالين"لما تتميز به من رخص الأسعار، وبخاصة الدفاتر المدرسية التي يبلغ سعر الواحد منها ريالاً واحداً فقط لأي نوع من الدفاتر، وقال:"لدي أربعة أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، ودائماً أبحث عن المحال التي توفر لي حاجاتهم بأسعار رخيصة ومناسبة لموازنتي".