عاد عقار الملاريا المثير للجدل هايدروكسيكلوركين للواجهة مجدداً أمس، بعدما حذر علماء غربيون من أن هذا الدواء يمكن بالفعل أن يحول دون وفاة عشرات الآلاف من المصابين بفايروس كورونا الجديد. لكن المشكلة أنه تعرض ل«التسييس» أكثر مما ينبغي. وقال العالم بجامعة أكسفورد البريطانية سير جيريمي فارار إن مخاطر هايدروكسيكلوركين تم تضخيمها أكثر من اللزوم. ورأى العلماء أنه تم الإعراض عن هذا العقار من دون مبررات علمية كافية، بعدما تردد أن أعراضه الجانبية أخطر من فائدته في معالجة مرض كوفيد-19. وكانت دراسات سابقة هذا العام أثبتت أن لا جدوى من هايدروكسيكلوركين في حال أصيب الفرد بالفايروس. لكنه يمكن أن يمنع الأصحاء من الإصابة. وكان هايدروكسيكلوركين أثار جدلاً بعدما تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مراراً عن فوائده في كبح كوفيد-19. وحذر علماء بريطانيون يجرون تجارب على هذا العقار من أن «التسييس» سيمنعهم من معرفة ما إذا كان هايدروكسيكلوركين قادراً على الوقاية من الإصابة بفايروس كورونا الجديد. ويشرف سير جيريمي وزميله أستاذ الطب المداري بجامعة أكسفورد سير نك وايت على تجربة سريرية للتحقق من قدرة هايدروكسيكلوركين على الوقاية من الإصابة بالوباء. وقد حذرا، في بيان أمس الأول، من أن المعلومات الكاذبة، والاستقطاب غير المبرر، ومخاوف السلامة المبالغ فيها، والتسييس المكثف، والإعلام السالب يهدد بوقف التجربة التي يتم إجراؤها، بتمويل من مؤسسة ويلكوم ترست، ووحدة أبحاث الطب المداري في بانكوك. وحذرت دراسات وتجارب سريرية سابقة من أن هايدروكسيكلورين يسبب خللاً في ضربات القلب، وغثياناً، وقيئاً، وفقدان الشهية، وصداعاً، وتغير المزاج، والتهابات الكبد، وضعف العضلات، وانخفاض مستوى السكر في الدم. غير أن سير جيريمي الذي يدير مؤسسة ويلكوم ترست قال في لندن أمس الأول إنه ليس ثمة ضمان بظهور تطعيم، أو مصل واقٍ من كوفيد-19 في المستقبل القريب. وزاد: صحيح أننا لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كان هايدروكسيكلوركين قادراً على منع الإصابة بكوفيد-19، لكن من الضروري أن نصل إلى الحقيقة بشكل أو آخر. والسبيل الوحيد لذلك هو تجنيد متطوعين لتجارب سريرية تخضع للمتابعة والتوثيق. دواء جديد في الحلبة وتم إطلاق تجارب سريرية في أوروبا والولايات المتحدة وكندا في أغسطس الجاري لمعرفة ما إذا كان عقار كولشيسين المضاد للالتهابات قادراً على منع المضاعفات الخطيرة التي يسببها مرض كوفيد-19. ويستخدم هذا الدواء غالباً لتهدئة آلام مرضى «النقرس» (الغاوت). وهو نوع معقد من التهاب المفاصل الذي تصاحبه آلام قاسية، وتورم، واحمرار. وسيتم إرسال هذا العقار إلى نحو 6 آلاف متطوع في حال تأكد تشخيص إصابتهم بكوفيد-19. وقال علماء جامعة أثينا إن هذا العقار يساعد المرضى ذوي الحالات المتأخرة. ويرى العلماء أن قدرات كولشيسين على معالجة الالتهابات يمكن أن تمنع ما يسمى «العاصفة السايتوكينية»، التي تحدث حين يصاب الجسم بفايروس، فيشن حرباً على الفايروس وعلى خلايا الجسم نفسه. وكان العلماء أعلنوا نهاية الأسبوع أن حالات مرض النقرس (الغاوت) تتزايد عالمياً بشكل يبعث القلق في النفوس. وذكر علماء جامعة سيدني أن عدد الحالات وصل إلى 41 مليوناً. ويعرف النقرس أيضاً بداء الملوك، بعدما أصيب به الملك الإنجليزي هنري الثامن، وبنجامين فرانكلين- وهو أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة.