كشفت دراسة طبية، أن ثلث الأشخاص الذين أصيبوا بفايروس كورونا المستجد لم تظهر لديهم أي أعراض، لكنهم كانوا يحملون شحنة فايروسية موازية لأولئك الذين ظهرت عليهم أعراض مرض «كوفيد 19». وشملت الدراسة عينة من 303 أشخاص في كوريا الجنوبية، ممن سبق لهم أن أصيبوا بفايروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين، أواخر العام الماضي. وركزت الدراسة التي أشرف عليها الباحث سيونغجي لي من جامعة «سونتشونهيانغ»، على بؤرة إصابات لدى مجموعة متدينين كوريين جنوبيين في دايغو في فبراير. وكانت السلطات قد قررت عزل المصابين الذين يظهرون أعراضا طفيفة أو من دون أعراض في مبنى خصصته الحكومة، وقام أطباء وممرضون بمراقبة دقة تطور الأعراض لديهم، كما رصدوا حجم الشحنة الفايروسية باستمرار. وكان معدل الأعمار في المجموعة التي خضعت للدراسة في كوريا الجنوبية 25 عاما، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة «جاما إنترنال ميديسين». ومن أصل 303 أشخاص، لم تظهر أي أعراض لدى 89 شخصا، أي ما نسبته 29%. وبما أن الناس التزموا الحجر إلى حين الحصول على نتائج فحص سلبية، تمكن الطاقم الطبي من تمييز الحالات التي يظهر أصحابها أعراضا في مراحلها الأولية عن الذين لا يظهرون أي أعراض تماما. وفي هذا الإطار، كان 21 شخصا ممن شخصت إصابتهم بالفايروس من دون أعراض في بادئ الأمر لكن ظهرت عليهم أعراض في وقت لاحق. وأشار الباحثون إلى أبرز خلاصة في هذه الدراسة هي أن مستويات تركيز الفايروس لدى الأشخاص المصابين من دون أعراض «شبيهة بتلك الموجودة لدى المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض». لكن رصد شحنات فايروسية في الأنف أو الحلق أو الرئتين لا يعني بالضرورة أن هؤلاء الأشخاص قادرون على نقل العدوى. وتأتي هذه الدراسة فيما يواصل الباحثون دراساتهم حول قدرة الأشخاص الذين لا يعانون الأعراض على نقل العدوى إلى الغير، لاسيما أنهم لا يعطسون ولا يعانون السعال، لكنهم يخالطون الآخرين بشدة.