فاجعة دمرت أراضي العاصمة بيروت وخلّفت موتى وجرحى ومفقودين فهزت معها عاطفة العالم. كانت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة مؤلمة للروح وممزقة للفؤاد، وكانت تلك مشاعرنا من خلف الأجهزة فكيف الشعب اللبناني بأطفاله وكباره وشبابه! مهما كانت دوافع هذا الانفجار اللعين في المرفأ وخفاياه إلا أن القضية أصبحت إنسانية بالدرجة الأولى ثم اقتصادية وسياسية. ولأن الإنسانية هي أولا، ولأن السعودية ستقف دائما مع لبنان العزيز، سارع مركز الملك سلمان للإغاثة كحمامة سلام في ساحة المغدور بهم الشعب الشقيق. تذكرت زيارتي اللطيفة حينها لأرض الجمال لبنان، التي كانت هادئة جدا، لكنها عاشت الهدوء ما قبل العاصفة مع الأسف. انتشرت في سماء بيروت التي نكبوها سموم المتفجرات ورائحة خونة ما زالوا متخفين، وهذا ما يثير جنون الشعب المغلوب، فحتى تعود سماؤها وتشرق شمسها من جديد لا بد أن تزول تلك السموم ورائحتها معا. بالنهاية، فإن الجناة أشبه ب«كوفيد-19»، كان تأثيرهم عميقا والخسائر بسببهم كبيرة، لكنهم سيزولون عاجلا أم آجلا. الخسارة موجعة لو كانت بسيطة، وخسارة الأرواح والوطن أعمق وجعا. في قلوبنا سلام لبيروت.. والشمس رح تطلع تزين سماء بيروت.