يقف حجاج بيت الله الحرام اليوم (الخميس) على صعيد عرفات أحد أركان الحج بعد أن قضوا أمس يوم التروية بمنى، وسط إجراءات احترازية؛ كون موسم حج هذا العام يتم تنظيمه في ظل انتشار وباء كورونا، وهو الأمر الذي أدى لتقليص الحجاج إلى عدد محدود جدا حفاظا على صحتهم وسلامتهم. وفي مخيم عرفات، الذي يقع غرب جبل الرحمة، أكملت منظومة العمل الرسمية المعنية بالحج جميع استعداداتها لاستقبال الحجاج الذين يصلون اليوم إلى عرفات، بعد استمرارية إخضاعهم لقياس درجات الحرارة وتزويدهم بمجموعة من الأدوات والمستلزمات الطبية ومعقم وكمامات وسجادة ومظلة. كما أقامت العديد من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة وجهزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج الذين سيطلب منهم الالتزام بالتباعد الاجتماعي. ويقضي البروتوكول الصحي بارتداء الكمامات والمحافظة على مسافة آمنة لمنع انتشار وباء كوفيد- 19. وتعد نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة من إجمالي حجاج هذا العام 70%، ونسبة السعوديين 30% فقط من الحجاج، على أن يقتصر حج المواطنين السعوديين على الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فايروس كورونا المستجد. وتم إعداد مخيمات كبيرة في عرفات بمقتضيات التباعد والاحتراز ؛ وتم وضع مقعد وثير لكل حاج يمكن أن يصبح سريرا مع لحاف ومخدة معقمين.. وسيتم تزويد الحجاج بوجبات مغلفة ومعقمة من الخارج. ويعتبر مسجد نَمرة من أهم المعالم في مشعر عرفات، وسيصلي به ضيوف الرحمن صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم. وبني المسجد في الموضع الذي خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع في أول عهد الخلافة العباسية، في منتصف القرن الثاني الهجري، وهو يقع إلى الغرب من المشعر وجزء من غرب المسجد في وادي عرنة وهو واد من أودية مكةالمكرمة الذي نهى عليه الصلاة والسلام عن الوقوف فيه، حيث قال: (وقفت ها هنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة)، وبطن وادي عرنة ليس من عرفة، ولكنه قريب منه. في عرفات.. مشهد التباعد.. يتصدر.. ودعوات الغفران على ألسنة الحجيج.