شدد بيان «مسرح كيف» على لسان المشرف عليه ياسر مدخلي، الذي خص به «عكاظ» بمناسبة الاحتفال بالعام ال15 لتأسيس محترف كيف المسرحي، على الأسس التي يرتكز عليها منهج «مسرح كيف» الذي ابتكره ويعمل على صياغته من خلال تجارب مسرحية وبحثية جادة رصد نتائجها وطبقها في أعمال مسرحية مختلفة ضمن فريقه المسرحي وغيره من الفرق المحلية والعربية. وقدم مدخلي تحيته وتقديره لكل المسرحيين الشغوفين بهذا الفن النبيل في أرجاء المعمورة أصالة عن نفسه ونيابة عن كل من شاركه التجارب المسرحية. وأضاف مدخلي أن البيان الرسمي كانت أولى كلماته قد سطرت في 4 يوليو 2006 بتأسيس محترف كيف المسرحي وهو المعمل الأول لتجارب «مسرح كيف»، وقد وصل إلى عامه ال15 بفضل التجارب والمناقشات الجادة بين الأعضاء والمسرحيين والجماهير التي حضرت العروض المسرحية وشاركت في استطلاعاتها، ما مكنه اليوم من تقديم «مسرح كيف» كمنهج يمكن تطبيقه. وتابع: أنا لا أدعو إليه بقدر ما أؤكد أنه أسلوبي الخاص. وأكد مدخلي أن «مسرح كيف» يهدف إلى الوصول إلى الحلقة المفقودة التي تمسك العصا من المنتصف، حتى يصل الناس إلى العرض المسرحي الجديد المواكب والعميق والمسلي، ففي كل مرة تطبق هذه المنهجية ستدرك أنك تستمر في البحث عن الحلقات المفقودة وتنميها وتطورها وتزيد وهج العرض وتفاعل الجمهور؛ لأن كل عرض بمثابة تجربة منهجية ترصد الانطباعات وتدرس القدرات والإمكانات المتوفرة لديك كصانع للعرض، فالنص والإخراج والتمثيل وغيرها بمثابة حلقات كالجمهور، و«مسرح كيف» يريد أن يعرف: «كيف» يمكن ربط هذه الحلقات ببعضها؟ وقال مدخلي: قبل العرض، نخطط التجربة ونرسم خطواتها ونبدأ بتطبيقها في التدريبات، وهذا ما يجعلنا نصنع هذه الحلقات حسب قراءاتنا وفرضياتنا وتساؤلاتنا والمعطيات التي نعرفها عن الجمهور والظروف الزمانية والمكانية والإنتاجية. وأضاف: نحتاج إلى مؤلف حاضر ومخرج متجدد وممثل حيوي ودراماتورج مواكب؛ لأن المسرح بحاجة إلى أن يعود شبابا مرنا فتيا، ولو كان يناهز آلاف الأعوام. وأكد أن الثرثرة التي اعتدناها في نقد العروض والدراسات الأدبية التي تراكمت في دراسة النصوص المسرحية والأموال التي صرفت على المهرجانات لن تصنع جمهورا، مهما صنعت تلك المشاركات والأوراق والأموال. وطالب مدخلي الجهات المانحة المعطاءة بدعم المهرجانات أكثر، واشترط قبل ذلك قيام المسرحيين بصناعة مسرح كامل الدسم وعميق وخالد وجاذب تتسابق إليه الجماهير. وأكد مدخلي أن المسرح لا يفاضل بلغة ولا موروث ولكنه مرتبط بجمهوره أولا، وهذا ما يجعل الظرف المكاني والزماني الآني مؤثرا في تشكيله. وطالب بألا نتورع عن تحطيم الأفكار التي كتبت في القرون الماضية، وحتى أفكار الذين يكتبون اليوم بنَفَس السابقين، دون أن يكون التحطيم عملا جزافيا، بل يكون نحتا فنيا بديعا مستندا على دراية بأن الهدم ضرورة لترميم كيان شاخ وجاء وقت تجديده. وختم مدخلي بيان «مسرح كيف» بالعديد من الإنجازات المحلية والعربية والعالمية ل«مسرح كيف».