قال المحامي الكويتي فهد الحداد ل«عكاظ» إن بعض مشاهير السوشيال ميديا واجهة رئيسية لجرائم غسل الأموال، مشيراً إلى أنه في السابق كانت العقارات هي الواجهة لتلك الجرائم. ولفت إلى أن آلية عمل غسل الأموال تغيرت في وقتنا الحاضر، وأصبح بعض المشاهير هم من يقومون بهذه العملية عبر إعلانات وهمية تمول الشبكة الرئيسية، «بعضهم يعتبرون وسيلة لنقل الأموال ليس بالكويت فقط بل بجميع دول العالم، فالأمم المتحدة أنشأت مجموعة العمل المالي وفرضت على دول العالم أن تنضم لها وتفرض وحدة التحريات المالية لمكافحة غسل الأموال، فكل دولة ملزمة بأن ترسل تقريرها لمجموعة العمل المالي، وهي بدورها تقيم الدول على جهودها. وفي حال الدول التي لا تكافح الجريمة بشكل صحيح توضع بالقائمة السوداء، وهي في خطر للتعاملات الاقتصادية العالمية». وأضاف المحامي الحداد أن شبكات المشاهير لغسل الأموال موجودة في الخليج باعتراف من الشبكة التي تم القبض عليها بالكويت، وأحد المتهمين الذين تم القبض عليهم إيراني الجنسية قال: «نحن نغسل الأموال بالكويت ونحولها لإحدى الدول الخليجية، ومن ثم نحولها لدول إقليمية». دوطالب المحامي الكويتي بفرض الرقابة والعقوبات ضد من يعمل على غسل الأموال. واشأر إلى أنه ربما تكون هناك صعوبة في كشفها إلا بقوة الرقابة، وعلى الدول مراقبة كل المبالغ المحصلة من الجرائم، وإذا كان هناك شخص يودع مبلغا كبيرا وراتبه محدود يجب معرفة مصدره، فربما يكتشف أنه من مبالغ تدعم الإرهاب أو تقف خلفها خلايا إرهابية. وطالب الحداد بسجن مشاهير السوشيال ميديا المتورطين بغسل الأموال حماية لهم، مشيراً إلى أنه إذا لم تتم محاسبتهم فستتم تصفيتهم وقتلهم من الجهات التي تورطت معهم لما لديهم من أسرار حول هذا الموضوع. واستشهد الحداد بحادثة تصفية بعض المشاهير العراقيين مثل رفيق الياسري، ورشا الحسن، وجيهان قاسم، وشيماء قاسم، بعد تضخم حساباتهم وارتباطهم بشبكة غسل الأموال بالعراق. وقال: «هناك شبكة من أشخاص يحملون الجنسية العراقية والإيرانية بالكويت يعملون على تمويل الأموال من خلال المشاهير الذين يقدمون إعلانات لتلك الشبكة، وهناك مشاهير معروفون والبعض غير معروفين فتأتيهم أموال من الشبكة ويعملون إعلانات تجارية ولا يعرفون أن تلك الشبكة مرتبطة ارتباطا كليا بدعم الإرهاب». وأشار المحامي الكويتي إلى أن عدد المشاهير بالكويت يبلغ نحو 23 مشهورا، وتم ضبط 10 أشخاص تضخمت حساباتهم. ونوه إلى أن صحيفة الجريدة الكويتية ذكرت أن كل المبالغ التي تم رصدها من المشاهير تذهب إلى جماعة حزب الله، إذ تم رصد 500 مليون دينار كويتي في غسل أموال لشبكة موجودة منذ 5 أعوام. وتساءل: كم من الشبكات المزروعة التي تمارس جرائم غسل الأموال لمصلحة خلايا إرهابية في الدول العربية ولم يكتشف أمرها إلى الآن؟ وأضاف: «هذه الخلية موجودة بالكويت وما يثبت ذلك هو خلية العبدلي التي تم اكتشاف أمرها قبل 3 أشهر، ولدينا بالكويت وحدة التحريات المالية التي علمت يقيناً وسطرت بتقريرها بأن هنالك تضخماً كبيراً في حسابات هؤلاء المشاهير، وأحيلت القضية لأمن الدولة، وتزامن الأمر مع القبض على شبكة غسل الأموال».