تداول نشطاء إثيوبيون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن بدء ملء سد النهضة، ما دفع أديس أبابا إلى المسارعة بالنفي. وقال وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو في تصريحات صحفية اليوم (الإثنين)، إن تلك الأنباء «عارية عن الصحة»، متوعداً بمساءلة وسائل الإعلام المحلية التي نشرت تلك المعلومات. وتواجه المفاوضات المستمرة بين مصر وإثيوبيا والسودان، للتوصل إلى اتفاق بشأن كيفية ملء وتشغيل السد، تحديات كبيرة تحول حتى الآن دون التوصل إلى اتفاق مرض. ونشر نشطاء صوراً من الأقمار الصناعية التقطت في 11 يوليو الجاري قالوا إنها تظهر بدء ملء السد لأول مرة محتفلين بذلك «رغم الاضطرابات الداخلية». واعتبر ناشط إثيوبي أن «التاريخ والجغرافيا السياسية في القرن الأفريقي والشرق الأوسط يتغيران إلى الأبد بهذه الخطوة». ولم تعلن إثيوبيا رسمياً بدء ملء سد النهضة، لكن نشطاء توقعوا أن يتم الإعلان الرسمي غداً (الثلاثاء). ونقلت صحف مصرية عن صحف محلية إثيوبية، أن تعبئة خزان سد النهضة بدأ فعلياً في 8 يوليو الجاري. ولليوم الحادي عشر تتواصل المحادثات الخاصة بسد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي الذي كان قد أعلن أنه تم إرجاء ملء السد لأسبوعين لحين التوصل إلى اتفاق، لكن وزارة الخارجية الإثيوبية قالت حينها إن «المفاوضات لا علاقة لها بعملية ملء بحيرة سد النهضة»، مضيفة أنها تهدف للتوصل إلى اتفاق شامل لآليات التشغيل على المدى البعيد. ويتركز الخلاف بين الدول الثلاث حول عدد سنوات ملء سد النهضة، وآلية الملء والتشغيل في سنوات الجفاف، إضافة إلى رفض أديس أبابا أن يتضمن الاتفاق أي آلية قانونية ملزمة لفض النزاعات، وتتمسك بالاكتفاء بكونه قواعد إرشادية يمكن تعديلها بشكل منفرد، كما سعت إلى الحصول على حق مطلق في إقامة مشاريع في أعالي النيل الأزرق. وتعتبر مصر، التي تعتمد على النيل في الحصول على أكثر من 90 بالمائة من إمداداتها المائية، سد النهضة تهديداً وجودياً، بينما تعلق إثيوبيا طموحاتها التنموية على السد الضخم، واصفة إياه بأنه شريان الحياة الحاسم لانتشال الملايين من الفقر.