ليس هناك رأيان أن إنشاء القوات المشتركة G5 في دول الساحل الأفريقي، يعتبر بكل المعايير تغييرا في معادلة عدم الاستقرار في المنطقة الناجم عن تغلغل المجموعات المسلحة الإرهابية التي تعرقل ليس فقط التنمية في تلك الدول، بل ساهمت في وقف التجارة والنشاط الاقتصادي، وأدت للنزوح الجماعي. وتواجه المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل (بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد) العديد من التحديات المتمثلة في تنامي التهديد الإرهابي والجريمة المنظمة، والتوسّع السكاني، ما يتسبب في إضعاف المنطقة وعدم إمكانية التصدي للتحديات المشتركة على الصعيد السياسي والعسكري والأمني، ولاسيما الإنمائي والتنموي بسبب موجات الاٍرهاب. وجاءت تأكيدات وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في الاجتماع الافتراضي لتحالف دول الساحل G5 الذى استضافته فرنسا أمس، أن المملكة لم تدخر وسعا في القضاء على الإرهاب وقطع أواصره وتجفيف منابعه باعتباره آفة ومصدر قلق للمجتمع الدولي، وتهديدا للأمن والسلم الدوليين، كرسالة للدول المشاركة أن الرياض كانت ولا تزال تعمل من أجل كبح جماح الاٍرهاب في أي مكان في العالم. ويأتي الاجتماع الوزاري قبل أيام من قمة مجموعة دول الساحل الخمس التي من المنتظر أن تحتضنها العاصمة نواكشوط، نهاية يونيو الجاري. وتعزز مجموعة G5 في الساحل فاعلية قواتها المشتركة لمواجهة تهديدات المجموعات المسلحة العاملة في الساحل، وتتطلع إلى أن تجعل من نفسها نقطة مركزية للجهود الأمنية عابرة الحدود في المنطقة، حيث أُنشِئَت قوات مجموعة G5 في الساحل عام 2014 نتيجة الشراكة لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني في المنطقة الساحلية، لكنَّ تصعيد وتيرة المجموعات المسلحة -التي تَستغِلُّ قلة الكثافة السكانية في المناطق الحدودية- تُشَكِّل أحد أبرز التحديات التي تواجه تخطيط قوات المجموعة التي تلعب دورا رائدا في الجهود الأمنية عابرة الحدود في المراحل القادمة على مستوى الساحل، إذ جاء إنشاؤها على خلفية اعتبار الدول الأعضاء في المجموعة بأن ضرورة الردّ على تدهور الأوضاع الأمنية الإقليمية من الأولويات الإستراتيجية، ويرجع ذلك إلى قيام مجموعات إرهابية مسلحة بتهديد أمن المواطنين على مستوى الإقليم، ما أفرز تداعيات واختلالات أمنية، نجم عنها النزوح القسري، وتفشي الجرائم المنظَّمَة والاسترقاق. والمملكة واستنادا لعلاقاتها التاريخية مع أعضاء تحالف دول الساحل، ستستمر في تعزيز التعاون معها في مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات المتعلقة بالتصدي للإرهاب، كونها تؤمن بتعزيز التنسيق الدولي خصوصا مع دول الساحل لاجتثاث الإرهاب.