قال رئيس النيجر: إن القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى المتواجدة في بلاده يقتصر دورها على تدريب قوات بلاده وتوفير المعدات والمعلومات الاستخبارية، وليس لقتال أحد، وذلك بعد تنفيذها غارة فاشلة قتل على إثرها خمسة نيجريين وأربعة جنود أمريكيين العام الماضي. وفي مقابلة مطولة أجرتها معه صحيفة «الجارديان»، وعد الرئيس محمدو يوسوفو، بترك السلطة عندما تنتهي ولايته الرئاسية الثانية، ولن يتشبث بالسلطة. وقال محمدو: إن أوروبا لا تفعل ما يكفي لدعم النيجر في معالجة الأسباب الجذرية للهجرة. ولطالما كانت تلك الدولة الواقعة في غرب أفريقيا نقطة عبور للقادمين من أجزاء أخرى من القارة والباحثين عن حياة أفضل في أوروبا، وفي الآونة الأخيرة اتخذت حكومة النيجر إجراءات صارمة ضد نقل وإطعام وإيواء هؤلاء المهاجرين. وتبقي النيجر بدورها على عدد الأشخاص الذين يعبرون البحر المتوسط منخفضا، وطالب الرئيس يوسوفو أوروبا ببذل المزيد للمساعدة في محاربة الفقر وخلق فرص العمل. وأشار كذلك إلى أن الجيوش الأجنبية العاملة في النيجر يجب أن تلتزم بدعم قواتهم المحلية ولا تتدخل في القتال، وفي أكتوبر الماضي تعرضت قوة مشتركة لكمين على أيدى إرهابيين كانت تطاردهم. وأضاف يوسوفو في حواره مع الصحيفة، وهو وسط مستشاريه في القصر الرئاسي بالعاصمة نيامي: نحن لا نطلب من القوات الأجنبية القتال في بلادنا، نحن نكافح لضمان أمن بلدنا، ما نطلبه من حلفائنا هو مساعدتنا على تعزيز القوة التشغيلية لقواتنا الأمنية من خلال التدريب والمعدات والمعلومات الاستخبارية. وفضلا عن كونه رئيس الدولة الحادية عشرة من الدول الأفقر في العالم وتواجه بلاده تهديدات من جميع الأطراف تقريبا، من تنظيمي «داعش» في الصحراء الكبرى غربا، و«بوكو حرام» في الشرق، إلى الفوضى التي نتجت عن الوضع في ليبيا.. إلا أن محمدو يوسوفو يرأس تجمع دول الساحل الخمس، وتحاول هذه العصبة الأفريقية جعل المنطقة الشاسعة تحت السيطرة. وقال الرئيس النيجري: لا يزال الوضع الأمني في منطقة الساحل صعبا للغاية، إننا نواجه تهديدات خطيرة، ليس فقط من المنظمات الإرهابية، ولكن هناك أيضا منظمات تهتم بالمخدرات وتهريب البشر والأسلحة، لذا يتعين على مجموعة «G5» مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، ولا يمكن لدولة واحدة مواجهة كل ذلك بمفردها. وواصل حديثه قائلا: لدى تجمع دول الساحل قوات مشتركة من مالي وموريتانيا وبوركينافاسو والنيجر وتشاد، لكننا ننتظر التمويل، ولفت إلى وعد من الولاياتالمتحدة وأوروبا بتوفير 414 مليون يورو لقواتهم، مشيدا بدعم المملكة العربية السعودية للمجموعة ب100 مليون دولار، وزاد: لكن ما زالت مشكلتنا هي التمويل. وطلبت دول الساحل من مجلس الأمن والأمم المتحدة مساعدتها لتوفير تمويل طويل الأجل، ولك أن تتخيل -الحديث لرئيس النيجر- أن المعركة ضد هذا التهديد سوف تستمر أكثر من عام، هذا ما حدث في العراق وسوريا في الحرب ضد «داعش»، أقوى جيوش العالم قضوا أكثر من ثلاث سنوات هناك. ويواصل الرئيس يوسوفو بالقول: إن هدف مجموعة «G5» ليس محاربة الإرهاب فحسب، بل العمل أيضا على التنمية، فالإرهاب ينشأ بسبب الفقر في مناطق معينة من دولنا، الأمن والتنمية يسيران جنبا إلى جنب.