أطلق أستاذ واستشاري الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الأغا تحذيراً صحياً من زيادة أوزان الأطفال مع تطبيق العزل خلال جائحة كورونا. وقال في محاضرة ألقاها مساء أمس، عن بُعد، حول السمنة وآثارها الجسدية والنفسية على الأطفال تزامناً مع العزل المنزلي وجائحة كورونا، وفي إطار برنامج «صحتي غالية» الذي تنظمه وحدة خدمة المجتمع بكلية الطب ومستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، إن السمنة انتشرت بشكل كبير بين فئات الأطفال والبالغين والمراهقين والشباب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المجتمع السعودي، مما أدى إلى زيادة ظهور السكر من النمط الثاني لدى هذه الفئات العمرية، لافتا إلى أن هذا النمط من السكري لم يكن معروفاً في العقود السابقة إلا في البالغين وكبار السن، ويرجع سببه الأساسي إلى انتشار السمنة. وأشار إلى أن العديد من الدراسات الطبية أوضحت أن كثيرا من أطفال مجتمعنا السعودي يعانون ارتفاعا ملحوظا في الأوزان التي لا تتفق مع أطوالهم نتيجة زيادة تناول الوجبات السريعة وعدم ممارسة أي نشاط رياضي، والجلوس ساعات طويلة على الأجهزة الإلكترونية وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون وزيادة تناول المشروبات الغازية. ونوه خلال المحاضرة أن هناك انعكاسات نفسية عديدة تترتب على سمنة الأطفال، منها انعزالهم عن الآخرين وشعورهم بالإحباط والاكتئاب وغيرها من الأعراض النفسية. وشدد على أهمية تغيير نمط الحياة لممارسة الرياضة بمعدل نصف ساعة يوميا (3-5 أيام أسبوعيا)، وتجنب الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، والتأكيد على أهمية شرب الحليب والماء، وتقنين وقت الجلوس أمام الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل، والحد من تناول الوجبات السريعة وغير الصحية، وزيادة وعي المجتمع بما يخص الآثار المترتبة على السمنة، وزيادة برامج التوعية الخاصة بذلك في وسائل التواصل الاجتماعي. ودعا البروفيسور الأغا في محاضرته إلى ضرورة حث الأبناء على ممارسة التمارين الرياضية التي تعتبر دواء لكل داء، كونها من أهم الطرق الشائعة لحرق السعرات الحرارية، خصوصاً عند الأشخاص البدناء، فالرياضة تمثل حماية من السمنة ومن أمراض عديدة، والتشجيع على نبذ المصاعد واستخدام الدرج في محاولة للحفاظ على الطاقة وخفض مخاطر الإصابة بالبدانة وتقليل تأثير الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن على الأطفال.