نفتح أعيننا على أسرة لم نخترها، ومن خلالها نتعلم كيف نواجه العالم المجهول من حولنا.. إنها مسؤولية الأسرة في بناء الأساس وتغذية الروح بكل ما نحتاجه للعيش في الحياة. كل جهد وتضحية لهذا الكيان الصغير لا تقدر بثمن، وكل خبرة يعيشها ويشارك فيها تترك أثراً عليه إيجابياً أو سلبياً، وكل أثر مهم للنضج والذي لا يرتبط بعمر معين بل يتأثر بالمواقف التي يعيشها الإنسان. إن الاعتناء بالأبناء مسؤولية نجني ثمارها مع مرور الوقت، فما أجمل أن يكبر ابنك وهو بصحة نفسية جيدة، وما أجمل أن تجني ثمار جهدك وتعبك. الاهتمام والحب في التربية هما أساس الشخصية السوية، والحرمان من الحنان -خاصة حنان الأم- يؤثر تأثيراً مباشراً على الطفل، وقد يولد مشكلات نفسية لديه. ومن أوائل احتياجات الطفل النفسية الشعور بالأمان الذي يسقى بالحب، ومن خلاله يكتسب الطفل الصورة الإيجابية عن نفسه ويتقبل ذاته، إذ إن الحب يرتبط ارتباطاً مباشراً بالصحة النفسية. حبنا لأبنائنا سيعلمهم حب الآخرين، فهم يتعلمون الحب من والديهم، والذي يصل إليهم من خلال الاهتمام، الحضن، الابتسامة، الاستماع لهم، ومشاركتهم الحديث ستعزز الصحة النفسية التي تؤثر بدورها على الصحة الجسدية، وتزيد من الحصانة النفسية لدى أبنائنا. إن التعامل السليم مع الأبناء أمر يحتاج جهدا وصبرا ويتطور مع الخبرة والتدريب، كذلك يحتاج إلى استعداد نفسي ومعنوي ومادي، فهم أمانة سنسأل عنها يوم القيامة. د. عبير حسين خياط drAbeerKhayat@ * استشاري علم النفس الإكلينيكي جامعة الملك عبدالعزيز بجدة