أثارت تغريدات رئيس نادي النصر الدكتور صفوان السويكت عن كراسة مشروع ملعب جامعة الملك سعود التي وصفها بالمعيبة قانونياً الإعلام الرياضي والجماهير، قضية مثل هذه من المفترض أن لاتأخذ حيزاً كبيراً بالإعلام الرياضي، لأن القانون هو الحكم فيها، وهو من يقرر التأجير لذلك النادي من عدمه، وللأسف بأن أي قضية تحدث بين الهلال والنصر يكون التعصب الأعمى حاضراً من الإعلاميين والجماهير، وتحدث التجاوزات بين الطرفين إلى مرحلة بغيضة. لاشك أن أندية العاصمة جميعها تطمح باستئجار ملعب الجامعة بسبب سوء بقية الملاعب التي تشرف عليها وزارة الرياضة. - أزمة الملاعب في السعودية تلد من رحمها أزمات كثيرة، المستويات الفنية في الملاعب ذات الأرضيات المتهالكة تؤثر بنسبة كبيرة عليها، وتظهر المباريات باهتة من شدّة الأخطاء الساذجة، وغالباً نخسر بين الفينة والأخرى نجماً لامعاً أتى بمبلغ فلكي، تُنهي مسيرته بالموسم بسبب هذه الملاعب، ولنا في نجم الهلال عمر عبدالرحمن خير مثال على ذلك، كلّف الهلال مبلغاً ضخماً ولم يكمل نصف الدور الأول في موسم 2018-2019 بسبب الإصابة البالغة التي لحقته على مستوى الركبة. - الجماهير هي روح كرة القدم، بدونها تصبح المباريات مملة، وكفّة الدوري السعودي ترجّحها الجماهير إذا ما قارنّا دورينا بالدوريات الخليجية، أزمة عزوف الجماهير هي الأخرى المولودة من أزمة سوء الملاعب، الطرق إلى ملعبي الملز واستاد الملك فهد غير ممهدة ويتم الوصول إليهما بصعوبة، ناهيك عن سوء التخزين الغذائي بمنافذ المبيعات. - علاوةً على سوء تنظيم الجماهير بكافة الملاعب في السعودية باستثناء ملعبي الجوهرة وجامعة الملك سعود، جميع الملاعب غير مرقّمة وتجعل الحضور المبكر ميزةً وحيدة للحصول على موقع مناسب لمشاهدة المباراة، مما يشعر المشجع بالكسل لحضور ومؤازرة فريقه، لنا بجمهور الاتحاد والهلال باكتظاظ ملعبيهما خير مثال، والسبب يعود إلى البيئة المناسبة والتنظيم المثالي لإدارة الحشود. - أندية جدة من أكثر الأندية تأثراً فنياً وجماهيرياً بهذه الأزمة، لعب الاتحاد والأهلي خارج جدة من موسم 2012-2013 إلى موسم 2014-2015 وذهابهم إلى ملعب الشرائع في مكةالمكرمة بعد مشروع توسعة ملعب عبدالله الفيصل الذي لم ير النور منذ 8 سنوات كان سبباً في السوء الفني للفريقين وعزوف جماهيرهم عن مساندتهم، الذي يبعد مقرّي الناديين ما بين 90 كم إلى 100كم، تأثر الاتحاد والأهلي فنياً بسبب ذلك أمر لا مفر منه، ولنا في نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي خير مثال، عندما لعب مبارياته على ملعب ويمبلي بدلاً من ملعبه الوايت هارت لين، بعد مشروع التوسعة في منتصف 2017، كانت النتائج غير جيدة في أول الموسم على ملعب ويمبلي، و بعد توسعة ملعب السبيرز واللعب به تم تحقيق إنجاز عظيم بوصول الفريق إلى نهائي التشامبيونز في موسم 2019، يا له من تأثير كبير على الحضور الجماهيري والمستوى الفني، الأهلي والاتحاد افتقدا ثقافة المنافسة في عزّ توهجهما الفني بسبب غياب الأرض والجمهور لفترة طويلة. - معاناة النصر في الموسم الماضي من سوء الملاعب أثرت بقوة على نتائج الفريق، ملعب الملز كان بغاية السوء على مستوى الأرضية، وهو ما جعل المدرب روي فيتوريا في حالة قلق دائمة، لأن اعتماده على اللعب الأرضي في مبارياته، لم يهنأ للروي بال حتى الانتهاء من فعاليات هيئة الترفيه في ملعب استاد الملك فهد واللعب فيه تالياً، شاهدنا نصراً يملأ عيون محبيه توّجه بالدوري بعد ابتعاده بفارق كبير عن المتصدر الهلال الذي لعب في أفضل ملعب في السعودية على مستوى الأرضية، نقل مباراة النصر وأحد إلى محافظة المجمعة بعد عدم جاهزية ملعبي الملز واستاد الملك فهد في منتصف الموسم كان أمراً لا ينسى بذلك الموسم، لعب النصر خارج أرضه مباريات أكثر من التي لعبها على أرضه ببطولة الدوري. - في تحقيق مبدأ العدالة يظفر الفريق الأفضل بالبطولة، كاد يكون النصر ضحية لأزمة الملاعب هذه. - الملاعب المثالية للعب كرة القدم تعطي اللاعبين شغفاً بالعطاء الفني العالي، وللجماهير شغفاً بالحضور في جميع المباريات، وللمتابع من خلف الشاشات السرور لمشاهدة منظر يشدّه للمباراة، لم أتطرق لبقية الملاعب في المملكة، لكن تحدثت عن حالات خاصة أعني بها الحالة العامة لملاعبنا.