سجل الحضور الجماهيري لمباريات دوري «زين» السعودي للمحترفين تراجعاً ملحوظاً في الموسم المنصرم هو الأدنى خلال المواسم الثلاثة الماضية، ففي وقت نادى فيه الجميع المسؤولين في رابطة دوري المحترفين بالعمل على إيجاد الحلول لاستقطاب الجماهير الرياضية إلى الملاعب السعودية عقب أن سحب الاتحاد الآسيوي من السعودية نصف مقعد في دوري أبطال آسيا 2012م جاءت الأرقام محبطة في الموسم الماضي إذ سُجل فيه أقل رقم للحضور الجماهيري ب 644922 مشجعاً بمعدل 3544 مشجع في كل مباراة، وهذا الرقم يؤكد أن هنالك خللا واضحا أسهم في هذا التراجع خصوصاً أن عدد الحضور الجماهيري لمباريات دوري «زين» سجل رقماً جيداً قبل موسمين (2011-2012م) إذ بلغ الحضور الجماهيري 796158 مشجعاً بمعدل 4374 مشجع في كل مباراة. الرياضيون اتفقوا على أن بيئة الملاعب السعودية هي السبب الأول في عزوف الجماهير الرياضية عن الحضور، وبالرغم من الحلول والمقترحات التي طرحت لجذب الجماهير إلا أن أيا منها لم يُعتمد من قبل مسؤولي رابطة دوري المحترفين وكأن الوضع الحالي مقبول بالنسبة لهم. لجنة المسابقات تتحمل أيضاً جزءا من مسؤولية عزوف الجماهير عن ملاعبنا بسبب جدولة المباريات وعدم الثبات على أيام معينة مثلما يحدث في البطولات الأوروبية إذ تقام فيها المباريات يومي السبت والأحد، إضافة إلى كثرة توقفات المسابقات المحلية وهو ما يفقد الجماهير المتعة ويحد من حماسهم. بيئة الملاعب لا تشجع الجماهير.. و«دربي» القصيم سجل أكبر نسبة عزوف في المقابل لا يمكن أن تقتصر أسباب العزوف الجماهيري على المسؤولين لكون تراجع مستويات الفرق الجماهيرية وضعف المنافسة واقتصارها بين فريقين أو ثلاثة من أهم العوامل التي ساهمت في تراجع معدل الحضور الجماهيري. ويعد «دربي» القصيم بين الرائد والتعاون هو أكثر المباريات التي سجلت تراجعاً في الحضور الجماهيري خلال آخر موسمين، ففي موسم (2011-2012م) حضر 18624 مشجعاً وفي الموسم الماضي تراجع الرقم إلى 3165 مشجعاً وهو ما يشير إلى عزوف 15459 مشجعاً عن حضور مباراة الفريقين، وتأتي مباراة الأهلي والهلال في المرتبة الثانية إذ حضر مباراتهما في الموسم الماضي 3528 مشجعاً فقط مقابل 17150 مشجعاً في موسم (2011-2012م)، وجاءت مباراة الأهلي والشباب ثالثاً بعزوف 12805 مشجعاً عن مباراة الفريقين في الموسم الماضي. وبلغة الأرقام تُعد جماهير الهلال والأهلي أكثر من سجلوا عزوفاً عن حضور مباريات فريقيهما في الموسم الماضي مقارنة بالموسم الذي قبله، وهو مؤشر على أن تراجع مستويات ونتائج الفريقين كان لها دور كبير في ذلك، في المقابل سجلت مباريات الفتح في الموسم الماضي إقبالاً جماهيرياً كبيراً خصوصاً تلك التي أقيمت في الأحساء، إذ لعبت نتائج الفتح ومنافسته على الدوري دوراً واضحاً في تزايد أعداد الجماهير، ولعل اللافت للنظر هو أن جماهير الاتحاد سجلت أعلى رقم في الحضور الجماهيري بالرغم من تدهور مستويات ونتائج الفريق إذ حضر في الموسم الماضي 197464 مشجعاً اتحادياً لمباريات الفريق ال 16 التي لعبها في الدوري، وهو ما يؤكد عشق الاتحاديين لفريقهم ووقوفهم معه في الأزمات. ما نأمله من المسؤولين عن رياضتنا هو الاهتمام فعلاً بمعالجة مشكلة عزوف الجماهير التي أشبعت طرحاً ونقاشاً في وسائل الإعلام، وهنالك حلول منطقية طرحت من قبل المختصين تنتظر موافقة المسؤول عليها، اتحاد القدم برئاسة أحمد عيد لا عذر له في الموسم المقبل لكونه أخذ وقته لإصلاح ما يمكن إصلاحه وإعادة الجماهير للملاعب السعودية بدءاً من دوري «جميل» الذي سينطلق بعد أكثر من شهرين.