هجرت الجماهير السعودية ملاعب كرة القدم في السنوات الأخيرة حتى أصبح حضورها في الملاعب مخجلاً بخلاف ما كان عليه في سنوات مضت، وكان معدل الحضور الجماهيري في دوري "زين" السعودي للمحترفين الضعيف سبباً رئيسياً في قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بسحب نصف مقعد من السعودية في دوري أبطال آسيا للأندية. الجماهير تهجر الملاعب السعودية ورابطة دوري المحترفين لا تتحرك عندما تتولد المشكلة لابد أن تبحث عن حلول لها للتغلب عليها إلا أن مشكلة العزوف الجماهيري وغياب الجماهير عن المدرجات ظلت قائمة حتى إعداد هذه المادة دون تنفيذ أي حل من المسؤولين، بل أن لغة الأرقام تؤكد بأن المشكلة تفاقمت في هذا الموسم عما كانت عليه في السابق، فعلى سبيل المثال مباراة الهلال والشباب في الموسم الماضي شهدت حضور 12267 مشجعا بينما حضر مباراة الفريقين هذا الموسم 4052 مشجعا وهو مايؤكد عزوف 8224 مشجعا عن حضور المباراة، ومباراة الرائد والفيصلي في الموسم الماضي حضرها 8619 مشجعا بينما حضرها في هذا الموسم 2270 مشجعا وهو مايؤكد أيضاً عزوف 6349 مشجعا، أما (دربي) العاصمة بين النصر والهلال فشهد في الموسم الماضي حضور 17945 مشجعا مقابل 14162 مشجعا حضروا إلى الملعب لمشاهدة مباراة الفريقين هذا الموسم بعزوف واضح بلغ 3872 مشجعا. ما أوردته أعلاه أمثلة تؤكد بأن مسؤولي رابطة دوري المحترفين السعودي لم يتعاملوا مع عزوف الجماهير بالشكل الأمثل بالرغم من أن المهتمين بشأن رياضتنا طرحوا حلولاً لهذه المشكلة يأتي من أبرزها تهيئة بيئة الملاعب لجذب المتابع إلى المدرجات وحُسن التنظيم وتخفيض أسعار التذاكر وغيرها من الحلول التي لايسعني المجال لذكرها. لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم لايمكننا أن نبريء ساحتها من مسؤولية عزوف الجماهير بسبب جدولة الدوري، فعندما تُجدول مباريات محلية وتضعها في نفس توقيت مباريات أوروبية قوية فأنت بذلك تشجع على هجرة الجماهير للمدرجات دون أن تعلم، ولطالما طالبنا مراراً وتكراراً لجنة المسابقات في اتحاد القدم بضرورة أخذ ذلك بعين الاعتبار إلا أنها تكرر هذا الخطأ "البدائي" في كل موسم. الليلة ستتوجه أنظار العالم نحو ملعب الكامب نو في أسبانا حيث يُلعب (الكلاسيكو) بين برشلونة وريال مدريد، ولك أن تتخيل بأن قبل إنطلاقة الكلاسيكو ب 50 دقيقة ستقام أربع مباريات في دوري "زين" السعودي للمحترفين تجمع الوحدة والهلال، ونجران والأهلي، والتعاون والاتحاد، والاتفاق وهجر فكم هي نسبة الجماهير التي ستضحي بمتعة (الكلاسيكو) وإثارته من أجل حضور مباريات فرقها؟، لا أبالغ إن جزمت بأن معظم جماهير تلك الفرق لن تحضر إلى الملاعب الثلاثة بل أنها ستتخلى أيضاً عن متابعة مباراة فريقها المفضل من خلال الشاشة وستلجأ إلى (الريموت كنترول) لتغيير القناة بمجرد إنطلاقة مباراة برشلونة وريال مدريد.