هل سيغير وباء كوفيد-19 فضاء السياسة في عدد من دول العالم الكبرى؟ هل سيكون له تأثير مزلزل في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر القادم؟ الإجابة على السؤال الأول: نعم. أما الثاني، فلا أحد يعرف، لأن الانتخابات ستجري بعد خمسة أشهر، وهي فترة كافية لحدوث جميع الاحتمالات. غير أن ما نعرفه على وجه التحديد أن استحقاقات فايروس كوفيد-19 بدأت تتجلى في عدد من دول العالم. وأبرز مظهر لتلك التجليات هو تدني شعبية الحكومات التي طبقت خططاً صحية، وعلمية، واقتصادية لمجابهة الوباء. ويأتي في الصدارة رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، الذي أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوغوف أمس الأول أن شعبيته تراجعت، بسبب معالجته أزمة الفايروس. وأشار الاستطلاع إلى أن شعبية جونسون تراجعت إلى مستوى أدنى من التراجع الذي شهدته شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بسبب الأزمة الصحية نفسها. على رغم أن الجائحة أدت إلى نحو 40 ألف وفاة في بريطانيا، بينما توفي أكثر من 100 ألف شخص في الولاياتالمتحدة. وقال 41% فقط من البريطانيين إنهم يرون أن الحكومة تعاملت بشكل سليم مع الجائحة. في حين رأى 56% عكس ذلك. بيد أن شعبية الحكومات شهدت ارتفاعاً كبيراً في تايوان، وأستراليا، والدنمارك، بسبب تعاملها مع الأزمة. وتقول الحكومة في لندن إن النتائج الموجبة للفحوص التي أجريت للمصابين بفايروس كوفيد-19 تؤكد أن عدد الوفيات يبلغ 40597 شخصاً. لكن تقارير متشائمة أخرى تتمسك بأن العدد الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك بآلاف عدة. وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أمس الأول (الاثنين) إن الفايروس «آخذ في التقهقر» في البلاد، ما سيتيح للحكومة تسريع إجراءات فتح الأنشطة الاقتصادية والطبيعية في بريطانيا. وعلى النقيض من بريطانيا، حيث تراجعت شعبية حكومة المحافظين، سجلت فيتنام الشيوعية أكبر ارتفاع في شعبية حكومتها، وصل إلى 95. وحدث ارتفاع مماثل في فنلندا، وفرنسا.