تسريبات أشرطة الشيخ حمد بن خليفة، ومعمر القذافي، الأخيرة، تكشف لنا أموراً عدة، كما أنها تؤكد ما هو كان معروفاً، وفيها عِبر. الأشرطة تكشف، مثلاً، أن مدير قناة الجزيرة الفعلي، ومنذ فترة طويلة، هو الشيخ حمد بن خليفة. وهذا ما كان واضحاً، منذ بداية المحطة، وبات الآن ثابتاً، خصوصاً في نقاش حمد بن خليفة والقذافي حول تفاصيل ما يجب، وما لا يجب أن تبثه الجزيرة عن ليبيا، وبشروط القذافي. وكذلك شرح حمد بن خليفة عن كيفية تغطية الجزيرة للعلاقات السعودية الأمريكية حين سأله القذافي عن ملاحظته لتوقف الجزيرة فترة عن مهاجمة السعودية. حينها أجابه الشيخ حمد بن خليفه بتفاصيل عن تغطية الجزيرة لزيارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش (الابن) للرياض، وكيف كانت المحطة تكرر بث لقطة عرض بوش بالسيف بهدف الإساءة للسعودية. وقد يقول قائل كيف يكون ذلك إساءة؟ الإجابة بسيطة، حيث كانت الجزيرة تتبنى خطاباً أصولياً يستهدف السعودية، ولذلك تبنت المحطة بث خطابات «القاعدة»، وغيرها من الجماعات الأصولية، وبالتالي فإن إظهار السعودية كحليف للأمريكيين، وقتها، يعتبر تشويهاً لسمعة الرياض، وهو الكرت الذي تلعبه الجزيرة للآن، وبملفات مختلفة. كما تكشف الأشرطة، ومن تفاصيل نفس جلسة حمد- القذافي، أن حمد بن جاسم لم يكن إلا رئيس نشرة بقناة الجزيرة، حيث كان يناقش الأسماء التي تم الاتصال بها من الليبيين المعتمدين من قبل القذافي للظهور على القناة. وهذا يكشف، ويؤكد أن حمد بن جاسم كان يكذب عندما خرج على تلفزيون قطر قبل أعوام بسيطة، قائلاً إن القذافي طلب منهم بث أشرطة ضد السعودية، وأنهم؛ أي القطريين، اعتذروا لأن «مهنية» الجزيرة لا تسمح بالابتزاز. والحقيقة أن الأشرطة المسربة كشفت عكس ذلك، بل إن حمد بن جاسم كان يعدد على القذافي أسماء الليبيين! كما أنها كشفت أن الجزيرة ما هي إلا بمثابة حساب في تويتر يدار عبر أسماء مستعارة اتضح أنها حمد بن خليفة المدير، وحمد بن جاسم رئيس النشرة. أما العبرة من الأشرطة فهي أن نظام الحمدين قرر أن يمارس لعبة النفوذ بالمنطقة من خلال الأشرطة المسربة، من أسامة بن لادن، والظواهري، وأبوعدس، ومن على شاكلتهم، وها هو ينتهي مفضوحاً، ومن خلال أشرطة مسربة أظهرت سطحية قيادة قطر السياسية، خصوصاً حديثهم عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، كما أظهرت أيضاً حجم المؤامرة القطرية. والسؤال هنا هو: ماذا لو كان لدى بشار الأسد تسجيلات للقطريين مثل التي كانت لدى القذافي؟ حينها سنسمع العجب العجاب، خصوصاً بالملف القطري الإيراني، بل وأكثر. كاتب سعودي [email protected]