علاقات دول مجلس التعاون الخليجي لم تكن مثالية دائماً، لكنها لم تعهد فجوراً بالخصومة، وكما حدث ويحدث منذ عام 1996 عندما أطل على المشهد السياسي القطري-الخليجي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبعد الانقلاب على والده الراحل الشيخ خليفة آل ثاني رحمه الله. نعم شهد مجلس التعاون، ومنذ تأسيسه ككيان، تنافساً سياسياً، واقتصادياً، بل وتأزمت علاقاته أحياناً حتى بسبب كرة القدم، لكنه لم يعرف خلافاً عاصفاً يمس أمن دوله، وبإصرار وخطورة، وانحدار أخلاقي بالخلاف كما فعلت قطر الانقلاب، قطر حمد بن خليفة. حدثت الخلافات الخليجية، لكنها كانت كخلافات أبناء البيت الواحد، خلافات صامتة، تشعر بها، وتلمسها، لكن لا تراها تتصدر الإعلام، بل وتحل سريعاً بوساطة «الشيوخ»، وهنا نتحدث عن الشيوخ الحكام، حيث إن خلافات الشيوخ يحلها الشيوخ، وهذا عرف بدولنا. إلا أن الأمور تغيرت بمجلسنا رأساً على عقب، ومنذ انقلاب 1996 في الدوحة، حيث بات الخلاف صراعاً، وتحولت المنافسة إلى تأجيج أزمات، ومحاولات اختراق، وشق صف، لدول المجلس، وخصوصاً ضد السعودية، وتطاولات غير مسبوقة على الجميع. ولا نتحدث هنا عن لحظات الخلاف، الصراع، الأولى بعد انقلاب حمد بن خليفة على والده بقطر، بل ومع كل مرة كانت فيها محاولات للصلح الخليجي، أو الصلح السعودي-الإماراتي-القطري. وهنا مثال على أكاذيب قطر حمد بن خليفة المتكررة، ومنهج نظامه العدائي المستمر. في مارس 2008 زار الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله الدوحة، وعلى إثر تشكيل اللجنة السعودية القطرية، وبعد الصلح ربما الثالث أو الرابع مع قطر، وكنت ضمن الوفد الإعلامي المرافق. وقتها التقينا الشيخ حمد بن جاسم الذي قال، وأمام رؤساء التحرير السعوديين، إن الخلاف السعودي القطري أضاع على الدوحة فرصة جلب المستثمرين السعوديين مما منح الفرصة لدبي، وقال حمد بن جاسم اكتبوا على لساني أن قطر ترحب بالمستثمر السعودي، واصفاً السعودية وقتها بأنها «عمود فقري» لمجلس التعاون! واتضح بعدها بالطبع كذب النوايا، مثل باقي أكاذيب قطر، وسمع الجميع الشريط المسرب الشهير للشيخ حمد بن خليفة، وحمد بن جاسم، في حديثهم التآمري مع القذافي على أمن السعودية، ووحدتها، مما يظهر، ويثبت، أن الشر ثابت بالنظام القطري، ومنذ 1996، وأن استهدافهم للسعودية، والإمارات، والبحرين، وباقي دول المجلس، وبأشكال مختلفة، هو عمل ممنهج، وليس رد فعل، أو نتاج فترة زمنية محددة. ما فعلته، وتفعله، قطر تجاه دول المجلس هو منهج تخريبي مستمر، وغير مسبوق بكل فصوله، ولا أخلاقي، لتدمير المجلس، ودوله، والإساءة لرموزه، والنهج القطري، أو قل الحمدي، هذا مشابه لنهج القذافي الذي سخر المرتزقة للإضرار بالدول العربية المعتدلة. منذ 1996، وإلى الآن، وقطر حمد بن خليفة تنهج نهج القذافي، وصدام حسين، حيث استخدام مرتزقة السياسة، والإعلام، ومن هم أخطر بالطبع، للإضرار بالسعودية، والإمارات، والخليج. ولا يمكن القول إن ذلك نهج دولة، بل هو نهج أفراد سيختزلهم التاريخ بمجرد أسطر في كتاب، وكما أُختزل شر القذافي، ونهجه. ولذا نقول إن حمد بن خليفة هو أول، وآخر، شيوخ الشر بمجلسنا الذي ليس في شيوخه، كافة، والحديث هنا عن «الشيوخ الحكام»، أي شر، بل هم شيوخ بناء وحكمة، وأصحاب مواثيق وعهود. * كاتب سعودي [email protected]